بشارات النبى الخاتم فى التوراة والانجيل والقرآن ـ الجزء الحادي والثلاثون
Posted by islamegy في سبتمبر 22, 2008
البشارة الخامسة
فأنا أغيرهم بما ليس شعباً!!
الثانية: الأخرون الأولون!!!!
كتبه/ مسلم عبد الله أبو عمر
تأمل معى هذة النصوص ولا تعجب ,خاصة أخى المسلم هذة المرة! متى 20 الاعداد من 1 إلى 16:
( 1 فان ملكوت السماوات يشبه رجلا رب بيت خرج مع الصبح ليستاجر فعلة لكرمه 2 فاتفق مع الفعلة على دينار في اليوم و ارسلهم الى كرمه 3 ثم خرج نحو الساعة الثالثة و راى اخرين قياما في السوق بطالين 4 فقال لهم اذهبوا انتم ايضا الى الكرم فاعطيكم ما يحق لكم فمضوا 5 و خرج ايضا نحو الساعة السادسة و التاسعة و فعل كذلك 6 ثم نحو الساعة الحادية عشرة خرج و وجد اخرين قياما بطالين فقال لهم لماذا وقفتم هنا كل النهار بطالين 7 قالوا له لانه لم يستاجرنا احد قال لهم اذهبوا انتم ايضا الى الكرم فتاخذوا ما يحق لكم 8 فلما كان المساء قال صاحب الكرم لوكيله ادع الفعلة و اعطهم الاجرة مبتدئا من الاخرين الى الاولين 9 فجاء اصحاب الساعة الحادية عشرة و اخذوا دينارا دينارا 10 فلما جاء الاولون ظنوا انهم ياخذون اكثر فاخذوا هم ايضا دينارا دينارا 11 و فيما هم ياخذون تذمروا على رب البيت 12 قائلين هؤلاء الاخرون عملوا ساعة واحدة و قد ساويتهم بنا نحن الذين احتملنا ثقل النهار و الحر 13 فاجاب و قال لواحد منهم يا صاحب ما ظلمتك اما اتفقت معي على دينار 14 فخذ الذي لك و اذهب فاني اريد ان اعطي هذا الاخير مثلك 15 او ما يحل لي ان افعل ما اريد بما لي ام عينك شريرة لاني انا صالح 16 هكذا يكون الاخرون اولين و الاولون اخرين لان كثيرين يدعون و قليلين ينتخبون )
من هى هذة الامة التى تكون الاخيرة لكنها الأولى فى الفضل؟؟
masry said
تحريفات رقمية
700 مركبة أم 7000 ? ، و 40.000 : فارس أم من المشاة?
(وما وَمَا لَبِثَ الآراميون أَنِ انْدَحَرُوا أَمَامَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ، فَقَتَلَتْ قُوَّاتُ دَاوُدَ رِجَالَ سَبْعِ مِئَةِ مَرْكَبَةٍ، وَأَرْبَعِينَ أَلْفَ فَارِسٍ. وَأُصِيبَ شُوبَكُ رَئِيسُ الْجَيْشِ وَمَاتَ هُنَاكَ. وَقَتَلَ دَاوُدُ سَبْعَةَ آلافٍ مِنْ قَادَةِ الْمَرْكَبَاتِ، وَأَرْبَعِينَ أَلْفاً مِنَ الْمُشَاةِ، كَمَا قَتَلَ شُوبَكَ رَئِيسَ الْجَيْشِ) [صموئيل الثاني 10/18]
(وقتل داود سبعة آلاف من قادة المركبات, وأربعين ألفا من المشاة, كما قََتل شُوبَك رئيس الجيش) [الأيام الأول 19/18].
. (وَأَسَرَ مِنْ جَيْشِهِ أَلْفاً وَسَبْعَ مِئَةِ فَارِسٍ وَعِشْرِينَ أَلْفَ رَاجِلٍ، وَعَرْقَبَ دَاوُدُ كُلَّ خُيُولِ الْمَرْكَبَاتِ بِاسْتِثْنَاءِ مِئَةِ مَرْكَبَةٍ) [صموئيل الثاني 8/4].
(وَاسْتَوْلَى دَاوُدُ عَلَى أَلْفِ مَرْكَبَةٍ مِنْ مَرْكَبَاتِهِ، وَأَسَرَ سَبْعَةَ آلافِ فَارِسٍ وَعِشْرِينَ أَلْفَ رَاجِلٍ، وَعَرْقَبَ دَاوُدُ كُلَّ خَيْلِ الْمَرْكَبَاتِ) [الأيام الأول 18/4].
يُوشَيْب أَمْ يَشُبْعام ? ثمانمائة أم ثلاثمائة ?
(وَهَذِهِ أَسْمَاءُ رِجَالِ دَاوُدَ الأَبْطَالِ: يُوشَيْبُ بَشَّبَثُ التَّحْكَمُونِيُّ، وَكَانَ قَائِدَ الثَّلاَثَةِ، هَاجَمَ بِرُمْحِهِ ثَمَانِي مِئَةٍ وَقَتَلَهُمْ دَفْعَةً وَاحِدَةً) [صموئيل الثاني 23/8].
(وَهَؤُلاَءِ هُمْ أَبْطَالُ دَاوُدَ: يَشُبْعَامُ بْنُ حَكْمُونِي، رَئِيسُ الأَبْطَالِ الثَّلاَثَةِ، هَاجَمَ بِرُمْحِهِ ثَلاَثَ مِئَةٍ وَقَتَلَهُمْ دُفْعَةً وَاحِدَةً [الأيام الأول 11/11].
كم كان عمر يهوياكين حينما أصبح ملكا ؟؟؟
2Chr:36:9: 9 كان يهوياكين ابن ثماني سنين حين ملك وملك ثلاثة اشهر وعشرة أيام في أورشليم.وعمل الشر في عيني الرب. (SVD)
2Kgs:24:8: 8. كان يهوياكين ابن ثماني عشرة سنة حين ملك وملك ثلاثة اشهر في أورشليم.واسم أمه نحوشتا بنت الناثان من أورشليم. (SVD)
كم عمر نوح ؟؟
) فَقَالَ الرَّبُّ: «لَنْ يَمْكُثَ رُوحِي مُجَاهِداً فِي الإِنْسَانِ إِلَى الأَبَدِ. هُوَ بَشَرِيٌّ زَائِغٌ، لِذَلِكَ لَنْ تَطُولَ أَيَّامُهُ أَكْثَرَ مِنْ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً فَقَطْ»( [ تكوين 6/3].
(ثُمَّ مَاتَ وَلَهُ مِنَ الْعُمْرِ تِسْعُ مِئَةٍ وَخَمْسُونَ سَنَةً) [تكوين 9/29].
كم كان عمر اخزيا حين ملك أورشليم؟؟
2Kgs:8:26: 26 كان اخزيا ابن اثنتين وعشرين سنة حين ملك وملك سنة واحدة في أورشليم.واسم أمه عثليا بنت عمري ملك إسرائيل.
2Chr:22:2: 2 كان اخزيا ابن اثنتين وأربعين سنة حين ملك وملك سنة واحدة في أورشليم واسم أمه عثليا بنت عمري
كم كان لسليمان من مذود الخيل ؟؟
1Kgs:4:26: 26 وكان لسليمان أربعون ألف مذود لخيل مركباته واثنا عشر ألف فارس. (SVD)
2Chr:9:25: 25 وكان لسليمان أربعة آلاف مذود خيل ومركبات واثنا عشر ألف فارس فجعلها في مدن المركبات ومع الملك في أورشليم
يسع ألفي بث أم ثلاثة آلاف؟؟
1Kgs:7:26: 26 وغلظه شبر وشفته كعمل شفة كاس بزهر سوسن.يسع ألفي بث. (SVD)
2Chr:4:5: 5 وغلظه شبر وشفته كعمل شفة كاس بزهر سوسن.يأخذ ويسع ثلاثة الآف بثّ
كم كان عدد إسرائيل؟؟
2Sm:24:9: 9 فدفع يوآب جملة عدد الشعب إلى الملك فكان إسرائيل ثمان مئة ألف رجل ذي بأس مستل السيف ورجال يهوذا خمس مئة ألف رجل (SVD)
1Chr:21:5: 5 فدفع يوآب جملة عدد الشعب إلى داود فكان كل إسرائيل ألف ألف ومئة ألف رجل مستلّي السيف ويهوذا أربع مئة وسبعين ألف رجل مستلّي السيف (SVD)
كم عدد بنو عادين؟؟
Ezr:2:15: 15 بنو عادين أربع مئة وأربعة وخمسون. (SVD)
Neh:7:20: 20 بنو عادين ست مئة وخمسة وخمسون. (SVD)
يوشيب بشبث أم يشبعام ؟؟ 300 أم 100 ؟؟؟؟
2Sm:23:8: 8. هذه أسماء الأبطال الذين لداود.يوشيب بشبث التحكموني رئيس الثلاثة.هو هزّ رمحه على ثمان مئة قتلهم دفعة واحدة.
1Chr:11:11: 11 وهذا هو عدد الأبطال الذين لداود.يشبعام بن حكموني رئيس الثوالث.هو هزّ رمحه على ثلاث مئة قتلهم دفعة واحدة.
إنه لمن الواضح الجلي أن الكتاب فيه تناقضات واختلافات عددية كثيرة ربما تفوق الحصر لكل مدقق وصاحب قليل من الخبرة ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا … وعلي الشاهد فإن ما سبق هو بعض التناقضات العددية التي لا يستطيع أحد تفسيرها ويتهربون حتى من طرحها للإجابة عليها ولكن مهما تكن في إمرء من خليقة وإن خالها تخفي عن الناس تعلم … ثم يقولون الكتاب غير محرف !!!!!!!
أخطـــاء علميـــة
الأرنب ليس من المجترات الأرنب له معدة واحدة وهو لا يجتر الأكل كالجمل مثلاً , وهذا خطأ علمي فادح اعترفوا هم أنفسهم به ولا ينكروه ولكن ليس عندهم تفسير له وأقصي ما قيل في ذلك هو ( ربنا قادر علي كل حاجه ) !!!!!!
Lv:11:6: 6 والأرنب.لأنه يجترّ لكنه لا يشق ظلفا فهو نجس لكم. (SVD)
الشمس تشرق وتغرب
يقول كاتب سفر الجامعة [ 1 : 5 ] : (( الشمس تشرق ثم تغرب ، مسرعة إلي موضعها الذي منه طلعت ))
فاعلم أنهم حكموا علي العالم جاليليو بالزندقة وعذبوه وحاولوا قتله لأنه قال أن الشمس ثابتة وأن الارض هي التي تلف حول الشمس بسبب هذا النص …
الماء وبدء الخليقة
سفر التكوين 1لإصحاح 1 : 1 -2 (( في البدء خلق الله السماوات والأرض. وكانت الأرض خربة .. يرف على وجه المياه )) ثبت علميا أن السماوات والأرض كانتا كتلة غازية تفككت بأمر الله سبحانه وتعالى على مدى بلايين السنين وهو ما يدعى بالانفجار الكبير ، ومنذ بضعة بلايين من السنين تكونت المجموعة الشمسية. ووجود الماء في تلك المرحلة مرفوض علمياً .
طيور بأربعة أرجل
Lv:11:20: 20. وكل دبيب الطير الماشي على أربع فهو مكروه لكم
خطأ علمي آخر فادح لا يستطيعون الرد عليه أو تفسيره أن هناك طيور بأربعة أرجل !!!! وللأمانة فأقصي ما ردوا به هو أن هذه الطيور المقصودة هو الجراد !!!!! ولكن نسى النصراني أن الجراد ليس له أربع أرجل بل أكثر وعموما فإن النص التالي فرق بين دواب الأرض والطيور كالعصفور وغيره فكيف يقولون أنه يقصد الحشرات أو الجراد مع العلم أنه وفي نفس الإصحاح قد ذكر الجراد وحلله؟؟؟؟ أيوب 2
إن قال أنه يقصد الحشرات فهذا خطأ لأن الجراد حلال عندهم
Lv:11:22:
22 هذا منه تأكلون.الجراد على اجناسه والدبا على اجناسه والحرجوان على اجناسه والجندب على اجناسه. (SVD)
Gn:7:14:
14 هم وكل الوحوش كأجناسها وكل البهائم كأجناسها وكل الدبابات التي تدب على الأرض كأجناسها وكل الطيور كأجناسها كل عصفور كل ذي جناح. (SVD)
Lv:11:42:
42 كل ما يمشي على بطنه وكل ما يمشي على اربع مع كل ما كثرت ارجله من كل دبيب يدبّ على الارض لا تأكلوه لأنه مكروه. (SVD)
Lv:11:23:
23 لكن سائر دبيب الطير الذي له اربع ارجل فهو مكروه لكم. (SVD)
الغنم المخطط
Gn:30:37: 37. فأخذ يعقوب لنفسه قضبانا خضرا من لبنى ولوز ودلب وقشر فيها خطوطا بيضا كاشطا عن البياض الذي على القضبان. Gn:30:38: 38 وأوقف القضبان التي قشرها في الأجران في مساقي الماء حيث كانت الغنم تجيء لتشرب.تجاه الغنم.لتتوحم عند مجيئها لتشرب. (SVD)
Gn:30:39: 39 فتوحّمت الغنم عند القضبان وولدت الغنم مخطّطات ورقطا وبلقا
من أعجب الأمور أن الغنم يتوحم فيلد غنما مخططه حسبما توحم وهذا لن أعقب عليه ولكن أقول :
( ذو العقل يشقي في النعيم بعقله أخو الجهالة في الشقاوة ينعم ) . هههههههه حاجه عجيبة يعقوب جعل الغنم تتوحم !!!!!!!!! أيوب 2
الابن الأصغر اكبر من أبيه؟؟؟
2Chr:21:20: 20 كان ابن اثنتين وثلاثين سنة حين ملك وملك ثماني سنين في أورشليم وذهب غير مأسوف عليه ودفنوه في مدينة داود ولكن ليس في قبور الملوك (SVD)
2Chr:22:1: 1. وملك سكان أورشليم اخزيا ابنه الأصغر عوضا عنه لان جميع الأولين قتلهم الغزاة الذين جاءوا مع العرب إلى المحلّة.فملك اخزيا بن يهو رام ملك يهوذا (SVD)
2Chr:22:2: 2 كان اخزيا ابن اثنتين وأربعين سنة حين ملك وملك سنة واحدة في أورشليم واسم أمه عثليا بنت عمري. (SVD)
يقولون هنا أيضا أن اخزيا حٌكم له أنه ملك في وجود أبيه الملك فهو كان ملك مره في سن 32 ومرة أخري حينما كان سنه ( 42 ) لكن إن كان هو ملك فعلاً في فترة حكم أبيه وأطلق عليه هذا اللقب فمن المفروض أنه مَلك منذ طفولته ,أي لا يحتاج الأمر أن يقول أنه تولي المُلك مره في سن( 32 ) سنة ثم أصبح ملك في سن (42), إلا إذا كان أبوه لم يتولى هو أيضا الحكم إلا عندما أصبح سن ابنه (32 ) سنة .. وهذا أيضا لم يجيبوا عليه … أيوب 2
هل الحية تأكل تراب؟
Gn:3:14: 14. فقال الرب الاله للحيّة لأنك فعلت هذا ملعونة انت من جميع البهائم ومن جميع وحوش البرية.على بطنك تسعين وترابا تأكلين كل ايام حياتك. (SVD)
خطأ علمي آخر لا يقبله أي عاقل فهل الحية تأكل التراب ؟؟؟ مازال الكتاب غير محرف !!!!! ؟؟؟؟؟ أيوب
تحريف بين العهدين القديم والجديد
Is:42:1: 1. هو ذا عبدي الذي أعضده مختاري الذي سرّت به نفسي.وضعت روحي عليه فيخرج الحق للأمم. (SVD)
Mt:12:18: 18 هو ذا فتاي الذي اخترته حبيبي الذي سرّت به نفسي.أضع روحي عليه فيخبر الأمم بالحق. (SVD)
روابط ليوحنا 5:4
Jn:5:4: 4 لان ملاكا كان ينزل أحيانا في البركة ويحرك الماء.فمن نزل أولا بعد تحريك الماء كان يبرأ من أي مرض اعتراه. (SVD)
1 After this there was a feast of the Jews, and Jesus went up to Jerusalem. 2 Now there is in Jerusalem by the Sheep Gate a pool, in Hebrew called Beth-za’tha, which has five porticoes. 3 In these lay a multitude of invalids, blind, lame, paralyzed. 4 * [No text] 5 One man was there, who had been ill for thirty-eight years. 6 When Jesus saw him and knew that he had been lying there a
http://www.biblestudytools.net/OnlineStudyBible/bible.cgi?word=Tobit+1§ion=0&version=rsv&new=1&oq=&NavBook=joh&NavGoto=Go+To%3A&NavGo=5&NavCurrentChapter=1ong time, he
1Some time later, Jesus went up to Jerusalem for a feast of the Jews. 2Now there is in Jerusalem near the Sheep Gate a pool, which in Aramaic is called Bethesda[1] and which is surrounded by five covered colonnades. 3Here a great number of disabled people used to lie–the blind, the lame, the paralyzed.[2] 5One who was there had been an invalid for thirty-eight years. 6When Jesus saw him lying there and learned that he had been in this condition for a long time, he asked him, “Do you want to get well?”
http://www.biblestudytools.net/OnlineStudyBible/bible.cgi?word=Tobit+1§ion=0&version=rsv&new=1&oq=&NavBook=joh&NavGoto=Go+To%3A&NavGo=5&NavCurrentChapter=1
3 In these lay a multitude of invalids, blind, lame, paralyzed. 4 * [No text] 5 One man was there, who had been ill for thirty-eight years
الأخطاء بشهادة الكتاب المقدس
زكريا المقتول بن يهويا داع وليس ابن برخيا (خطأ في الأنساب )
فمن الأغلاط التي تشهد لها الأسفار المقدسة عند النصارى بالخطأ ما جاء في متى في قوله أن المسيح قال ” كل دم زكي سفك على الأرض من دم هابيل الصديق إلى دم زكريا بن برخيا الذي قتلتموه بين الهيكل والمذبح ” ( متى 23/35 ) .
وقد غلط متى إذ المقتول بين الهيكل والمذبح هو زكريا بن يهويا داع ، فقد جاء في سفر الأيام ” ولبس روح الله زكريا بن يهويا داع الكاهن فوقف فوق الشعب .. ففتنوا عليه ورجموه بحجارة بأمر الملك في دار بيت الرب ” ( أيام (2) 24/20 – 21 ) .
وأما زكريا بن برخيا فهو آخر عاش أيام سبي بابل ، وهو من الأنبياء الصغار ، وينسب له السفر الذي في التوراة ، ويقول عنه قاموس الكتاب المقدس ” ويذكر التقليد اليهودي أن زكريا هذا طالت أيامه ، وعاش في بلاده ، ودفن بجانب حجي الذي كان زميلاً له ” .
كما يجدر أن ننبه هنا إلى أن لوقا قد نقل قول المسيح الذي ذكره متى، ولكنه لم يخطئ كما أخطئ متى ، فقد قال: ” من دم هابيل إلى دم زكريا الذي أهلك بين المذبح والبيت ” ( لوقا 11/51 ).
إحالة متى في سفر زكريا وليس إرمياء
وفي نبوءة أوردها متى أخطأ وهو ينقل عن التوراة ، يقول متى: ” لما رأى يهوذا الذي أسلمه أنه قد دين ندم ورد الثلاثين من الفضة إلى رؤساء الكهنة والشيوخ .. فطرح الفضة في الهيكل وانصرف .. فأخذ رؤساء الكهنة الفضة وقالوا : لا يحل أن نلقيها في الخزانة ، لأنها ثمن دم ، فتشاوروا ، واشتروا بها حقل الفخاري مقبرة للغرباء .. حينئذ تم ما قيل بإرميا النبي : وأخذوا الثلاثين من الفضة ثمن المثمن الذي ثمنوه من بني إسرائيل ، وأعطوها عن حقل الفخاري كما أمرني الرب ” ( متى 27/3 – 10 ) .
فإحالته إلى سفر أرميا غير صحيحة ، إذ لا يوجد شيء من ذلك في أرميا ، والصحيح أنه في سفر زكريا : ” فقال لي الرب : ألقها إلى الفخاري الثمن الكريم الذي ثمنوني به ، فأخذت الثلاثين من الفضة ، وألقيتها إلى الفخاري في بيت الرب ” ( زكريا 11/12 – 14 ) ويجدر أن ننبه هنا أن القصة في سفر زكريا لا علاقة لها بيهوذا ولا المسيح.
أصحاب داود لم يأكلوا خبز التقدمة في عهد الكاهن أخيمالك
وأخطأ مرقس وهو يتحدث عما فعله داود عندما جاع فأكل من خبز التقدمة الذي لا يجوز أكله إلا للكهنة فقال: ” أما قرأتم قط ما فعله داود حين احتاج وجاع هو والذين معه ، كيف دخل بيت الله في أيام أبيا ثار رئيس الكهنة ، وأكل خبز التقدمة الذي لا يحل إلا للكهنة ، وأعطى الذين معه ” ( مرقس 2/25 – 26 ).
وقوله: ” الذين كانوا معه ” خطأ ولا محالة ، لأن داود كان حين ذهب إلى رئيس الكهنة كان وحيداً ، كما في سفر صموئيل وفيه ” فجاء داود إلى نوب إلى أخيمالك الكاهن ، فاضطرب أخيمالك عند لقاء داود ، وقال له : لماذا أنت وحدك وليس معك أحد … يوجد خبر مقدس … ” ( صموئيل (1) 21/1 – 4 ) .
والخطأ الثاني الذي وقع فيه مرقس حينما سمي رئيس الكهنة أبياثار ، وفي صموئيل أن رئيس الكهنة يوم ذاك هو أبوه، أخيمالك الذي قتله شاول ، لأنه أعطى الخبز المقدس لداود ( انظر صموئيل (1) 22/20 – 23 ).
وينبه محررو الكتاب المقدس إلى أن أبياثار هرب بعدها إلى داود مع صادوق رئيس الكهنة بعد مقتل أبيه أخيمالك .
وقد اعترف بهذا الغلط وارد الكاثوليكي في كتابه ” الأغلاط “، وقال نقلاً عن مستر جوويل أنه كتب: غلط مرقس فكتب أبياثار موضع أخيمالك .
الثناء على يهوذا الخائن
وفي أثناء حديث الإنجيليين عن التلاميذ فإنهم يذكرون الإثنا عشر بخير ، وينسون أن فيهم يهوذا الخائن ، ولربما ذكروا حوادث حصلت بعد موته فذكروه بها .
ومن ذلك قول متى أن المسيح قال لتلاميذه: ” الحق أقول لكم : إنكم أنتم الذين تبعتموني في التجديد متى جلس ابن الإنسان على كرسي مجده تجلسون أنتم أيضاً على اثني عشر كرسيا تدينون أسباط إسرائيل الإثني عشر ” ( متى 19/28 ).
ولم يستثن يهوذا الذي يقول عنه ” ويل لذلك الرجل .. خيراً لذلك الرجل لو لم يولد ” ( متى 26/24 ) ، وقد تنبه لوقا لخطأ متى ، فلم يقع فيه ، ولم يذكر عدد الكراسي. ( انظر : لوقا 22/28 – 29 ) .
وهذا الخطأ وقع به بولس وهو يتحدث عن قيامة المسيح والتي يفترض أنها بعد وفاة يهوذا بأيام وقبل انتخاب البديل عنه ميتاس ( انظر أعمال 1/26 ) ، فقال بولس: ” قام في اليوم الثالث حسب الكتب ، وأنه ظهر لصفا ثم للإثني عشر ، وبعد ذلك ظهر لأكثر من خمسمائة أخ ” (تيموثاوس (1) 15/4 – 6 )
وقد تنبه للخطأ كاتب مرقس فقال: ” ثم ظهر للأحد عشر …. ” ( مرقس 16/14 )
مدة مكث المسيح في بطن الأرض ليست ثلاثة أيام وثلاث ليال
ومن الأغلاط ما ذكره متى عن مكث ابن الإنسان (المسيح) في بطن الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال، حيث يقول: ” أجاب قوم من الكتبة والفريسيين قائلين: يا معلّم نريد أن نرى منك آية. فأجاب وقال لهم: جيل شرير وفاسق يطلب آية، ولا تعطى له آية إلا آية يونان النبي. لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال، هكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال”. (متى 12/38 – 40 ) .
ومن المعلوم في الأناجيل أن المسيح صلب يوم الجمعة ، ودفن ليلة السبت، وخرج من قبره قبل فجر الأحد أي لم يمكث في القبر سوى ليلة السبت ويوم السبت وليلة الأحد. وهو ما يعدل ليلتين ويوم، وليس ثلاثة أيام وثلاث ليال، كما أخبر متى.
وقد اعترف بالسي وشلز أن متى قد غلط، وزعم أنه أخطأ في فهم كلام المسيح ، فهذا التفسير بالبقاء ثلاثة أيام وثلاث ليال في الأرض كان من جانبه ، وأما مقصود المسيح فهو : ” أن أهل نينوي كما آمنوا بسماع الوعظ وما طلبوا معجزة ، كذلك فليرضَ الناس مني بسماع الوعظ”.
وأرى أن هذا الاعتذار لا يقبل ، لأنه قد جاء مثل هذا القول عن غير متى ، ففي يوحنا قال لهم: ” انقضوا هذا الهيكل وفي ثلاثة أيام أقيمه ” فلم يفهم اليهود كلامه ، وظنوه يتحدث عن هيكل سليمان ” وأما هو فكان يقول عن هيكل جسده ، فلما قام من الأموات تذكر تلاميذه أنه قال هذا” (يوحنا 2/19 – 24 )، ولكنه قد قام في اليوم الثاني، وبعد مضي ليلتين فقط.
وقال لوقا : ” إنه ينبغي أن يسلم ابن الإنسان في أيدي أناس خطاة ، ويصلب ، وفي اليوم الثالث يقوم ” ( لوقا 24/7 )، وفي مرقس ” ويقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم ” ( مرقس 10/32)، وقيامته هي القيامة من الموت، وقد قام في اليوم الثاني من الموت المزعوم
masry said
masry said
هم يزعمون أنه من عند الله
2Tm:3:16: 16 كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البر (SVD)
Lk:16:17: 17 ولكن زوال السماء والأرض أيسر من أن تسقط نقطة واحدة من الناموس. (SVD)
Dt:12:32: 32 كل الكلام الذي أوصيكم به احرصوا لتعملوه.لا تزد عليه ولا تنقص منه
كتابهم يؤكد إمكانية تحريف كلام ربهم
في النصوص التالية يشهد الكتاب على نفسه بالتحريف , أقول الكتاب نفسه يشهد بأنه قد حرف, ويبدوا أننا كمسلمين لسنا أول من قال أن الكتاب محرف فالكتاب نفسه يشهد بذلك ويحكي لنا طرق تحريفه ومن البشر الذين استباحوا كتاب الله لتغير وتحرف وتبدل فيه , ما أطلبه هنا فقط هو أن تطالعوا تلك النصوص العجيبة التي تشهد بتحريف الكتاب , ولو أننا جئنا مثلاً بإنسان لا هو بمسلم ولا مسيحي ولا يهودي وعرضنا عليه تلك النصوص وقلنا له أن أصحاب ذلك الكتاب يقولون أن ذلك الكتاب غير محرف وأنه كتاب سليم ولم يصبه أدنى تغيير فماذا سيكون رأيه ؟؟
على العموم طالعوا أنتم النصوص ولكم الحكم :
Mk:7:13 مبطلين كلام الله بتقليدكم الذي سلمتموه.وأمورا كثيرة مثل هذه تفعلون (SVD)
Jer:14:14فقال الرب لي.بالكذب يتنبأ الأنبياء باسمي.لم أرسلهم ولا أمرتهم ولا كلمتهم.برؤيا كاذبة وعرافة وباطل ومكر قلوبهم هم يتنبأون لكم (SVD)
إرميا :5:31 الأنبياء يتنبأون بالكذب والكهنة تحكم على أيديهم وشعبي هكذا أحب.وماذا تعملون في آخرتها
إرميا :23:36 أما وحي الرب فلا تذكروه بعد لان كلمة كل إنسان تكون وحيه إذ قد حرّفتم كلام الإله الحي رب الجنود إلهنا.
إرميا :8:8: 8 كيف تقولون نحن حكماء وشريعة الرب معنا.حقا انه إلى الكذب حوّلها قلم الكتبة الكاذب. (SVD)
إرميا :6:13: 13 لأنهم من صغيرهم إلى كبيرهم كل واحد مولع بالربح ومن النبي إلى الكاهن كل واحد يعمل بالكذب. (SVD)
(78) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ (79) البقرة
ارميا :6:13: 13 ” لأنهم من صغيرهم إلى كبيرهم كل واحد مولع بالربح ومن النبي إلى الكاهن كل واحد يعمل بالكذب “.
أعمال الرسل :7:53: 53 ” الذين أخذتم الناموس بترتيب ملائكة ولم تحفظوه “.
إِرْمِيَا 23: 31 وَأُقَاوِمُ الأَنْبِيَاءَ الَّذِينَ يُسَخِّرُونَ أَلْسِنَتَهُمْ قَائِلِينَ: الرَّبُّ يَقُولُ هَذَا. 32 هَا أَنَا أُقَاوِمُ الْمُتَنَبِّئِينَ بِأَحْلاَمٍ كَاذِبَةٍ وَيَقُصُّونَهَا مُضِلِّينَ شَعْبِي بِأَكَاذِيبِهِمْ وَاسْتِخْفَافِهِمْ، Jer:23:31: Behold, I am against the prophets, saith the LORD, that use their tongues, and say, He saith.
بعد هذه النصوص الواضحة الدلالة علي أن الكتاب قد حرف وهو قابل بالفعل للتحريف إما من كذب الأنبياء الكاذبين أو الكهنة المضلين أو من العرافة الكاذبة أو من أقلام الكهنة والكتاب الذين حولوا كلام الرب أو جحد الناس بكلام ربهم أو بغير هذا كما يقول الكتاب المقدس نفسه , الكتاب يقول ذلك ويقول أن كلام الرب قد حرف وإلي الآن والكتاب مازال يحرف ومازال التغيير والتبديل والتنقيح والتعديل جارياً, كما أوردنا لكم بعض الفروقات بين نسخة حديثة صادرة عام 1994 وبين نسخة أخرى سبقتها بقليل و والله ما راجعت نسخة من نسخ الكتاب المقدس إلا ووجدت الفروقات وقلب المعاني واللعب بالألفاظ , وهذا يحدث في العصر الحديث والكتاب منتشر بين أيدي الناس وموثق فما بالك بالعصور القديمة التي لم يكن فيها أجهزة حاسوب ومطابع وتوثيق يعتمد عليه ؟؟ والمصيبة أنهم يقولون أنه غير محرف وأذكر في أحد المرات أني طرحت سؤال علي أحد النصارى عندما كنا نتكلم في تحريف الكتاب وقلت له كيف تقول أن كتابك ليس محرفا وهو يقول أن الأرنب يجتر؟ وأن الحيطان تصاب بالبرص؟ وأن الغنم تتوحم ؟؟ وحار الرجل في الرد ولكنه هرب ولم يعقب. وعلي الشاهد فكما هو واضح أن الكتاب قابل للتحريف وقد حرف بالفعل وبشهادة الكتاب المقدس نفسه ولكن سيتضح التحريف ذاته كما سيرد في النصوص التالية من تناقضات وتحريفات عددية وتاريخية ومنطقية وغيرها والله المستعان .
نصيحة لكل عاقل
1Thes:5:21: Prove all things; hold fast that which is good. (KJV)
1Thes:5:21: 21 امتحنوا كل شيء.تمسكوا بالحسن.
هل الكتاب المقدس هو كلام الله ؟؟؟؟؟
وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ (101) البقرة
بولص يقول..
2Tm:2:8: 8. اذكر يسوع المسيح المقام من الأموات من نسل داود بحسب إنجيلي (SVD)
1Cor:9:23: 23 وهذا أنا افعله لأجل الإنجيل لأكون شريكا فيه. (SVD)
ويقول أيضا
Phil:2:14: 14. افعلوا كل شيء بلا دمدمة ولا مجادلة (SVD)
لوقا يقول ………
Lk:1:1:1. إذ كان كثيرون قد اخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا (SVD)
Lk:1:2:2 كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداما للكلمة (SVD)
Lk:1:3:3 رأيت أنا أيضا إذ قد تتبعت كل شيء من الأول بتدقيق أن اكتب على التوالي إليك أيها العزيز ثاوفيلس (SVD)
Lk:1:44 لتعرف صحة الكلام الذي علّمت به (SVD)
من أقوال النصارى أن الأناجيل كتبت بعد رفع السيد المسيح !!!!!!!!!!
أين الإنجيل الذي تكلم عنة السيد المسيح هل ضاع؟؟؟؟؟؟؟؟!
Mk:16:15: 15 وقال لهم اذهبوا الى العالم اجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها. (SVD)
Mk:13:10: 10 وينبغي أن يكرز أولا بالإنجيل في جميع الأمم. (SVD)
Mt:26:13: 13 الحق أقول لكم حيثما يكرز بهذا الإنجيل في كل العالم يخبر أيضا بما فعلته هذه تذكارا لها
وبولس اعترف بذلك إذ أن المسيح يقول هذا الإنجيل أي أن الإنجيل كان موجودا وكاملا في وقت قوله تلك المقولة وإلا لما قال لهم كرزوا به , إذ كيف يكرزون بانجيل غير موجود أو ناقص ؟
Rom:1:9: 9 فان الله الذي اعبده بروحي في انجيل ابنه شاهد لي كيف بلا انقطاع اذكركم (SVD)
2Cor:2:12: 12. ولكن لما جئت الى ترواس لأجل انجيل المسيح وانفتح لي باب في الرب (SVD)
الأناجيل التي بين أيدي النصارى هي أناجيل بولس وأعوانه
2Tm:2:8: 8. اذكر يسوع المسيح المقام من الأموات من نسل داود بحسب إنجيلي (SVD)
Rom:16:25: 25. وللقادر أن يثبتكم حسب إنجيلي والكرازة بيسوع المسيح حسب اعلان السر الذي كان مكتوما في الأزمنة الأزلية (SVD)
1Cor:9:23: 23 وهذا أنا افعله لأجل الإنجيل لأكون شريكا فيه. (SVD)
Heb:6:1: 1. لذلك ونحن تاركون كلام بداءة المسيح لنتقدم الى الكمال غير واضعين أيضا أساس التوبة من الأعمال الميتة والإيمان بالله (SVD)
إنه من العجيب حقا أن النصارى لا يلاحظون تلك الفروق والتناقضات بين رواة الأناجيل الأربعة وغيرها ومن الأعجب أيضا أنهم يعتبرون ذلك الكلام هو كلام الله مع أن بولس وغيره اعترفوا أن هذا ليس إنجيل المسيح الذي من المفروض أن يبشروا به ولكنه كلامهم هم وقولهم هم ونحن لا نطالب ولا نتساءل عن أقوال أناس عاديين مثل بولص الذي كتب وحده أكثر من ثلثي العهد الجديد والذي اعترف صراحة أنه يكذب علي الله حينما قالRom:3:7:
فانه ان كان صدق الله قد ازداد بكذبي لمجده فلماذا أدان أنا بعد كخاطئ. (SVD) وسيرد الكلام عن شخصية بولص وأقواله مفصلا فيما بعد ولا عن أقوال متي الذي يذكر لنا أن هناك قديسين قاموا من الأموات حين صلب المسيح وتلك الرواية التي تفرد به وحده ليس فقط في الإنجيل ولكن في التاريخ كله ولا عن كلام لوقا الذي يقول
Lk:1:1:1. إذ كان كثيرون قد اخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا (SVD)
Lk:1:2:2 كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداما للكلمة (SVD)
Lk:1:3:3 رأيت أنا أيضا إذ قد تتبعت كل شيء من الأول بتدقيق أن اكتب على التوالي إليك أيها العزيز ثاوفيلس (SVD)
Lk:1:44 لتعرف صحة الكلام الذي علّمت به (SVD)
ولا نتساءل عن كلام غيره ولكن
نحن نتساءل أين إنجيل المسيح ؟؟؟؟؟؟
وإنه لمن الواضح الجلي لكل مطلع صاحب بصيرة أنه كان هناك إنجيل حقيقي منزل علي المسيح وقد تحدث رواة الأناجيل الأربعة عن ذلك الإنجيل وأوردوا نصوصا واضحة قاطعة الدلالة علي وجود ذلك الإنجيل تشير إليه وتتحدث عن وجوده كما سترى في النصوص التالية :-
Mk:1:15:ويقول قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله.فتوبوا وآمنوا بالإنجيل (SVD)
Mk:14:9:9 الحق أقول لكم حيثما يكرز بهذا الإنجيل في كل العالم يخبر أيضا بما فعلته هذه تذكارا لها (SVD)
Mk:16:15:15 وقال لهم اذهبوا إلى العالم اجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها. (SVD)
كيف يقول توبوا وآمنوا بالإنجيل والإنجيل لم يكتمل بعد ؟ إلا إذا كان يقصد الإشارة إلي إنجيل حقيقي موجود بالفعل .
Mk:8:35:35 فان من أراد أن يخلّص نفسه يهلكها.ومن يهلك نفسه من اجلي ومن اجل الإنجيل فهو يخلّصها. (SVD)
Mk:10:29:29 فأجاب يسوع وقال الحق أقول لكم ليس احد ترك بيتا أو أخوة أو أخوات أو أبا أو أما أو امرأة أو أولادا أو حقولا لأجلي ولأجل الإنجيل (SVD)
النص السابق من أقوال المسيح نفسه واقرأ النص جيدا لترى أن المسيح يقول ومن يهلك نفسه من أجلي ومن أجل الإنجيل فهو يخلصها إذا فقد كان هناك إنجيل موجود بالفعل في زمن المسيح .. وهذه الفقرة ترد علي من يقولون أن كلمة إنجيل أساسا هي كلمة ليست عربية وأنها تعني البشارة أي البشارة بيسوع المسيح , المسيح يقول هنا من أجلي ومن أجل الإنجيل ولو كان ما يقوله القوم صحيح لكانت العبارة تفهم وتنطق هكذا (( بدل أن نقول ومن يهلك نفسه من أجلى ومن أجل الإنجيل )) نقول (( ومن يهلك نفسه من أجلي ومن أجلي!!!)) لاحظ بارك الله فيك هذا التناقض ,إن كانت كلمة إنجيل كلمة ليست عربية لماذا وضعها المترجمون كما هي ولم يترجموها ؟؟ ترجموا الإنجيل كله ما عدا تلك الكلمة ؟؟؟؟ لماذا ؟؟ إن كلمة إنجيل هي اسم علم وضعت كما هي وهي تشير إلي كتاب اسمه الإنجيل ولا يصح ترجمتها إذا كانت تترجم , فهي تشير إلي اسم كتاب كما قلنا, ولو قلنا مثلا أن هناك مدينة اسمها طوكيو .. كيف يا تري تترجم تلك الكلمة ؟؟؟؟
وهنا قد يرد سؤال أو أقول و هذا السؤال يطرح دائما من النصارى , كيف يسمح الله بأن يحرف كتابه ولماذا سمح الله بهذا ؟ وهذه أعتبرها صيغة معقولة للسؤال والسؤال الذي لا أقبله هو عندما تقول لأحدهم إن كتابك محرف فيطرح عليك فورا تلك الأسئلة وكأنها مبرمجة مسبقا في عقله!!!!!! يقول متي حرف ؟ وأين حرف ؟ ومن حرفه ؟ وأين هي النسخة الأصلية ؟؟ وأنا أعتقد أنهم يعلموهم تلك الأسئلة في الكنيسة ليطرحوها عندما يواجهون هذه المشكلة . هم يتجاهلون أن كتابهم ليس له نسخة أصلية ثم حرفت ولكن الحقيقة أن السؤال هكذا غير صحيح… فالكتاب لم يكن له نسخة أصلية أبدا فهو كتب في أكثر من عشرة قرون . أكثر من عشرة قرون من الزمان وهذا الكتاب يؤلف من قبل من كتبوه وفيه بعض الكتب التي يجهل الناس متى كتبت وأين كتبت ومن كتبها فانجيل يوحنا علي سبيل المثال هو مجهول الكاتب
Jn:21:24: 24
هذا هو التلميذ الذي يشهد بهذا وكتب هذا.ونعلم ان شهادته حق. (SVD)
وأسفار موسى الخمسة مشكوك في نسبتها إلى موسى عليه السلام والثابت أنها كتبت بعد عهد موسى عليه السلام .
يقول القس وول ديور أنت الأمريكي الجنسية والمسيحي العقيدة الباحث في تاريخ الكتاب المقدس حرفياً ما هو آت (( كيف كتبت هذه الأسفار ومتى كتبت ؟ ذلك سؤال برئ لا ضير فيه ولكنه سؤال كتب فيه خمسون ألف مجلد , ويجب أن نفرغ منه هنا في فقرة واحدة , نتركه بعدها بدون الإجابة عليه ؟!
لقد ذهب كثير من الباحثين أن خروج موسى من مصر كان سنة 1220 قبل ميلاد السيد المسيح , وأن تلميذه يوشع بن نون الذي خلفه في بني إسرائيل ( اليهود ) مات عام 1130 قبل ميلاد السيد المسيح , ومن هذا التاريخ ظلت التوراة التي أنزلها الله على موسى مجهولة حتى عام 444 قبل الميلاد , أي قرابة سبعة قرون ( 700 عام ) وفي هذا العام 444 قبل الميلاد فقط عرف اليهود أن لهم كتابا اسمه التوراة ))
ولكن كيف عرفوه ؟ هذا السؤال يجيب عليه القس وول ديور انت, و يضع طريقتين للإجابة علي السؤال إحداهما تنافي الأخرى يقول القس
الطريقة الأولي : أن اليهود هالهم ما حل بشعبهم من الكفر وعبادة آلهة غير الله وانصرافهم عن عبادة إله بني إسرائيل ‘‘ يهوه ‘‘ وأن الكاهن ‘‘ خلقيا ‘‘ أبلغ ملك بني إسرائيل ,, يوشيا ,, أنه وجد في ملفات الهيكل ملفا ضخما قضى فيه موسى في جميع المشكلات , فدعا الملك يوشيا جميع الكهنة وتلا عليهم سفر الشريعة المعثور عليه في الملفات , وأمر الشعب بإطاعة ما جاء في هذا السفر !!!
ويعلق وول ديور انت علي هذا السفر فيقول (( لا يدري أحد ما هو هذا السِفر وماذا كان مسطوراً فيه ؟ وهل كان هذا هو أول مولد للتوراة في حياة اليهود ؟؟؟
الطريقة الثانية : أن بني إسرائيل لما عادوا من السبي البابلي شعروا أنهم في حاجة ماسة إلى إدارة دينية تهيئ لهم الوحدة القومية والنظام العام فشرع الكهنة في وضع قواعد حكم ديني يعتمد على المأثور من أقوال الكهنة القدماء وعلى أحكام الله !!!! فدعا عذرا وهو من كبار الكهان علماء اليهود وشرع يقرأ عليهم سفر شريعة موسى, ولما فرغوا من القراءة أقسم العلماء والكهان والشعب على أن يطيعوا كل ما جاء بهذا السفر وأن يطيعوا كل ما جاء به من أحكام إلى أبد الآبدين !!!
هذا هو قول وول ديور انت احد أكبر الباحثين في تاريخ الكتاب المقدس وهذا تفسيره لمولد العهد القديم !!!!!!
وعلي العموم لك أن تطالع ذلك النص وترى فعلا أن موسى ليس هو كاتب التوراة إذ كيف تتحدث التوراة عن موسى بعد موته وهو من كتبها ؟؟؟
من كتب التوراة؟؟؟ التوراة تتحدث عن موسي بعد موته؟؟؟
Dt:34:5: 5. فمات هناك موسى عبد الرب في ارض موآب حسب قول الرب. (SVD)
Dt:34:6: 6 ودفنه في الجواء في ارض موآب مقابل بيت فغور ولم يعرف إنسان قبره إلى هذا اليوم (SVD)
وهنا نقول أن التحريف قد وقع , حتى أن الكتاب يحكى لنا رسائل شخصية بين من كتبوه . قد يقول القائل ربما هي رسائل إلهية أو فيها من الحكمة النافذة ما هو عظة للبشر وترغيبا وترهيبا لهم. ولكن صدقوني الكتاب اعتبر في فترة من الزمان أن رسالة شخص لشخص يقول له عندما يأتيك فلان أرسله لي وأرسل لي معه ردائي والكتب والرقوق اعتبر الكتاب أن هذه الكلمات والرسائل هي وحياً إلاهياً؟؟ !! أي حكمة إلهية في ذلك ؟؟ اقرأ هذه الفقرات وأحكم بنفسك:
. 9 : 2Tm:4:10 بادر أن تجيء إلي سريعا (SVD)
2Tm:4:10: 10 لان ديماس قد تركني إذ أحب العالم الحاضر وذهب إلى تسالونيكي وكريسكيس إلى غلاطية وتيطس إلى دلماطية. (
2Tm:4:11 لوقا وحده معي.خذ مرقس واحضره معك لأنه نافع لي للخدمة. (SVD)
2Tm:4:12 أما تيخيكس فقد أرسلته إلى افسس. (SVD)
2Tm:4:13 الرداء الذي تركته في ترواس عند كاربس احضره متى جئت والكتب أيضا ولا سيما الرقوق. (SVD)
2Tm:4:14 اسكندر النحّاس اظهر لي شرورا كثيرة.ليجازه الرب حسب أعماله. (SVD)
2Tm:4:19 سلم على فرسكا واكيلا وبيت انيسيفورس. (SVD)
2Tm:4:20 اراستس بقي في كورنثوس.وأما ترو فيمس فتركته في ميليتس مريضا. (SVD)
2Tm:4:21 بادر أن تجيء قبل الشتاء.يسلم عليك افبولس وبوديس ولينس وكلافدية والأخوة جميعا. (SVD)
2Tm:4:22 الرب يسوع المسيح مع روحك.النعمة معكم.آمين (SVD)
Ti:1:1: 1. بولس عبد الله ورسول يسوع المسيح لأجل ايمان مختاري الله ومعرفة الحق الذي هو حسب التقوى (SVD)
ليس الغرض من هذه الفقرات إثبات أن الكتاب محرف ولكن الغرض منها هو بيان الكلمات والمواضيع التي تناولها البشر عبر أكثر من ألفي سنة علي أنها كلمات الله موحى بها وأنها الطريق الذي تصل عن به إلي الله. لذلك تجد التناقضات والاختلافات والأخطاء العلمية الفاضحة بل والألفاظ الجنسية القادحة التي لا يمكن أن تكون موحاه من الله, وصدق الله إذ يقول ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا.
إن ما يطرحه النصارى من أسئلة في هذه الناحية هي أسئلة غير منطقية, فلا الكتاب كان له نسخة أصلية ولا يوجد شخص واحد بعينه قد حرف الكتاب ولم يحرف في زمان واحد أو مكان واحد ولكنه حرف علي مر العصور الطويلة التي كتب خلالها أو من أقلام الكتاب والنسخة أو أن النصوص الموضوعة فيه أساسا ليست وحيا إلهيا , (( وقد أوردنا النصوص الشاهدة على ذلك من الكتاب المقدس ومن شهادات علماء الكتاب المقدس )) وبهذا تبطل تلك الأسئلة التي ما وضعت إلا لتضليل العوام من النصارى الذين لا يعرفون ما يجري خلف الستار.
نعود للسؤال المنطقي الذي يجب أن يطرح , كيف سمح الله بتحريف كتابه ولماذا سمح بذلك ؟ والرد هنا يكون من اتجاهين
أولا :أن الله سبحانه وتعالي لم يتعهد بحفظ التوراة أو الانجيل في أيدي الناس ولم يتعهد أبدا لا في التوراة ولا في الإنجيل بحفظ الكتاب ولا حتى في القرآن الذي يحاولون جاهدين أن يجدوا لهم مخرج فيه يثبت صحة كتابهم . لكن القرآن كان صريحا في ذلك وأوضح أن القوم قد عبثوا بكتبهم وحرفوا كلام ربهم فضلا عن ذلك فقد وضعنا النصوص التي تقول بأن الكتاب قابل للتحريف وأنه حرف بالفعل ومن الكتاب المقدس نفسه ومن القرآن أيضا .
ولكن من الممكن أن يأتي أحد النصارى بهذا النص ويستدل به أن الله تعهد بأن يحفظ الكتاب عندما قال في الانجيل
Mt:5:18: فاني الحق أقول لكم إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد او نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل. (SVD)
وأنا أقول له يا عزيزي الناموس لا يعني الكتاب ولكن الناموس يعني الشريعة أو بالأحرى الوصايا التي نزلت علي موسى ولنا من الأدلة علي ذلك الكثير وإن شئت راجع قول المسيح نفسه عندما سأله رجل
(((( Mt:22:36: يا معلّم اية وصية هي العظمى في الناموس. 37 فقال له يسوع تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك. 39 والثانية مثلها.تحب قريبك كنفسك. 40 بهاتين الوصيتين يتعلق الناموس كله والأنبياء (SVD)
. Dt:27:8: 8 وتكتب على الحجارة جميع كلمات هذا الناموس نقشا جيدا (SVD) أو
Jn:1:17:17 لان الناموس بموسى اعطي.اما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا. (SVD) , أو
, Jn:1:45:45 فيلبس وجد نثنائيل وقال له وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء يسوع ابن يوسف الذي من الناصرة. (SVD), أو , Jn:7:19:19 أليس موسى قد أعطاكم الناموس وليس احد منكم يعمل الناموس.لماذا تطلبون ان تقتلوني (SVD) , أو ,
Jn:8:5:5 وموسى في الناموس أوصانا إن مثل هذه ترجم.فماذا تقول أنت. (SVD)
Dt:28:61: 61 أيضا كل مرض وكل ضربة لم تكتب في سفر الناموس هذا يسلطه الرب عليك حتى تهلك. (SVD)
كما تري.. فهذا هو الناموس كما قلنا وصايا موسى العشر وهذه لم ولن تحرف لأن الكل يعرفها ويعيها لذلك فإن الرسول صلوات الله عليه لما جئ له برجل وامرأة من اليهود قد زنيا ويريد القوم تحكيم الرسول فيهم حكم الرسول فيهم من كتابهم بحد الزنا بعد أن حاولوا إخفاء حد الشريعة الوارد في التوراة وهي مازالت موجودة إلي الان , وهناك من الأدلة الكثيرة التي تثبت أن الناموس لا يعني الانجيل والتوراة ولكن الناموس يعني الوصايا أو الشريعة إن صح التعبير فلا حجة لهم بهذه الفقرة .
ربما يأتي أحد ويقول 2Tm:3:16: كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البر (SVD)
ولنا تعقيب على هذا النص وإن كنا خاصة حينما يقول أن كل الكتاب موحى به من الله وأنه نافع للتعليم , ولكن جدلا سنقول نعم كل الكتاب موحي به ونافع وجيد ولا مثيل له ولكنه لم يتعهد هنا أيضا بحفظه ….. , إذا فالله لم يتعهد بحفظ الكتاب لا في الكتاب نفسه ولا في أي كتاب آخر ولكنه تركه للبشر فعبثوا به وغيروا فيه وبدلوا وحرفوا فيه ليناسب أهوائهم وجاء الكذبة وكتبوا فيه وقد أوردنا النصوص الدالة علي ذلك من قلب الكتاب المقدس نفســه . بينما علي العكس تماما في القرآن فقد تعهد الله بحفظه .
ثانيا أن الله سبحانه وتعالي يعلم أن هؤلاء البشر سيضلون وستقسو قلوبهم وهو بعلمه سبحانه وتعالي يعلم قلوب البشر وأحوالهم ونستطيع أن نقول بكل وضوح أن هذه الكتب قد نزلت في زمان معين ولأمة معينة وبرسالة معينة و أن الله سبحانه يعلم بعلمه المسبق أن هناك نبي سيكون في آخر الزمان وهذا النبي هو آخر الأنبياء وكتابه هو آخر الكتب لذلك تعهد الله سبحانه وتعالي بحفظ القرآن لأنه آخر الكتب ولم يكلف البشر بحفظه بل تعهد هو بحفظه بعكس الكتب السابقة . هذا رأيي والله سبحانه وتعالي أعلى وأعل
masry said
masry said
التّثـليــــــث
رغبة في الاختصار ونفورًا من التّطويل لم أشأ الدّخول في متاهات شديدة الوعورة والظّلمة ترتبط بموضوع التّثليث، ومن تلك المتاهات ألوهيّة المسيح وبنوّته، وطبيعة الله اللاّهوتيّة والنّاسوتيّة .. إلخ، رغم أهمّيّة تلك المواضيع وعلاقتها الوطيدة بعقيدة التّثليث، وعدم رغبتي في دخول تلك المتاهات هو لشعوري أنّ البحث حينها سيطول جدًّا، وسيتشعّب ممّا يخرجه عن الهدف من وضعه؛ ذلك أنّ الهدف من كتابي ليس أن يصنّف ضمن الدّراسات العلميّة المتقدّمة، فيكون في متناول الباحثين المتخصّصين فقط، وإنّما الغاية منه أن يكون رسالة إعلاميّة سريعة يصل إليها النّصرانيّ العاديّ، ورجل الشّارع، دون أن يثقل كاهله كتابي إضافة إلى مشاغله اليوميّة، ومن ثمّ فضّلت التّعبير عن مناقضة التّثليث للعقل ومصادمته لكلّ منطق وعلم وتفكير بشريّ ببعض هذه الخواطر، وأعترف للقارئ أنّي وجدت صعوبة بالغة في اختياري النّقطة التي أنطلق منها في حديثي عن التّثليث، فمن أين أبدأ؟
التّثليث أهمّ اعتقاد يؤمن به النّصارى، فلا خلاص ولا غفران ولا دخول للجنّة إلاّ بالإيمان بأنّ الله هو ثلاثة أقانيم: الأب، الابن، الرّوح القدس، وهؤلاء الثّلاثة – في نظر النّصارى – ليسوا ثلاثة بل هم واحد، فالأب إله تامّ، والابن إله تامّ، و الرّوح القدس إله تامّ، لكنّ هؤلاء الآلهة التّامين ليسوا ثلاثة آلهة بل هم إله واحد تامّ!!
أنا أعلم أنّك – أيّها القارئ – لا تفهم شيئًا ممّا أقوله، لكن اعذرني فهذا قول القساوسة، هم ثلاثة آلهة… لكن يستدركون فيقولون لكنّهم واحد، وهو إله واحد، لكن يستدركون فيقولون لكنّهم ثلاثة آلهة، ثلاثة في الواحد وواحد في الثّلاثة!
وإذا كان من واجبي كباحث في هذا الموضوع أن أشرح لك هذا الكلام، فأعتذر إليك مسبقًا بقولي: “إنّ فاقد الشّيء لا يعطيه”؛ لأنّي كسائر علماء اللاّهوت ورجال الدّين والفلاسفة والمفكّرين لم أصل لغاية السّاعة لشرح أو فهم لذلك الكلام !
والتّثليث عند المسلمين كفر بالله لقد كفر الذين قالوا إنّ الله ثالث ثلاثة وما من إله إلاّ إله واحد وإن لم ينتهوا عمّا يقولون ليمسّنّ الذين كفروا منهم عذاب أليم المائدة 73.
وهي عند الفلاسفة والمفكّرين أكبر خرافة في هذا الكون، جاء في مجلّة التّايم عدد 4 سنة 1966، ص 57، “إنّ الكتاب المقدّس – بما فيه من خطيئة وكفّارة وتثليث – هو أكبر مجموعة من الخرافات في تاريخ الحضارة الغربيّة “.
وهي عند المؤرّخين وعلماء مقارنة الأديان حلقة من حلقات الوثنيّة التي بدأت منذ فجر التّاريخ.
أمّا عند القساوسة والكنيسة فهي سرّ ولغز مقدّس! لا يمكن فهمه في هذه الدّنيا ولا تصوّره على حقيقته، جاء في أحد المجامع الكنسيّة، وهو مجمّع لاتيران، الذي عقد سنة 1315 م [ إنّنا نؤمن إيمانًا جازمًا من أعماق قلوبنا بأنّ هناك إلهًا واحدًا خالدًا لا نهائيًّا لا يحول ولا يزول، إلهًا لا نفهمه، عظيمًا لا يمكن التّعبير عنه: الأب والابن وروح القدس ..] ويقول القسّ بوطر بعد استعراضه عقــيدة التّثليث: » قد فهمنا ذلك على قدر طاقة عقولنا ونرجو أن نفهمه فهمًا أكثر جلاء في المستقبل، حيث ينكشف لنا الحجاب عن كلّ ما في السماوات والأرض، وأمّا في الوقت الحاضر ففي القدر الذي فهمناه الكفاية«.
ولننتقل الآن إلى تعريفات النّصارى للثّالوث وما هو المفهوم الذي يولونه لهذا المصطلح؛ يقول القسّ سامي حنا غابريال في كتابه (الله واحد أم ثالوث؟): » المسيحيّة تعلم أنّ الله الذي لا شريك له هو واحد في الجوهر موجود بذاته، ناطق بكلمته، حيّ بروحه، و يمكن أن نقول إنّ الله واحد في ثلاثة أقانيم والثّلاثة هم واحد، هم الله، دون انفصال أو تركيب، متساوون، إنّهم جميعًا الله، وكلّ أقنوم منهم هو الله، وهو ما تعلنه المسيحيّة بوضوح، الله موجود بذاته “الأب”، الله ناطق بكلمته “الابن” الله حيّ بروحه “الرّوح القدس”… والأقانيم الثّلاثة: الأب والابن والرّوح القدس واحد في الجوهر متساوون في كل شيء، في السرمدية ( الأزلية والأبدية ) وفي القدرة وفي كل ما يخص الله الواحد«.
يقول الأب بولس إلياس اليسوعي في كتابه ( يسوع المسيح ): من الناس من يقولون لماذا يا ترى إله واحد في ثلاثة أقانيم؟ أليس من الأفضل أن يقال إله واحد وحسب؟ لكننا إذا اطلعنا على كنه الله لا يسعنا إلا القول بالتثليث، وكنه الله محبة، ولا يمكن إلا أن يكون محبة، ليكون الله سعيدا، فالمحبة هي مصدر سعادة الله، ومن طبع المحبة أن تفيض وتنتشر على شخص آخر فيضان الماء وانتشار النور، فهي إذن تفترض وجود شخصين على الأقل يتحابان، وتفترض مع ذلك وحدة تامة بينهما، وليكون الله سعيدا، ولا معنى لإله غير سعيد، وإلا انتفت عنه الألوهية، كان عليه أن يهب ذاته شخصا آخر يجد فيه سعادته ومنتهى رغباته، ويكون بالتالي صورة ناطقة له.
ولهذا ولد اللهُ الابن منذ الأزل نتيجة لحبه إياه ووهبه ذاته، ووجد فيه سعادته ومنتهى رغباته وبادل الابنُ الأب هذه المحبة ووجد فيه هو أيضا سعادته ومنتهى رغباته، وثمرة هذه المحبة المتبادلة بين الأب والابن كانت الروح القدس، هو الحب إذن يجعل الله ثالوثا وواحدا معا…ولا يصح أن يكون هذا الكائن الذي حبس اللهُ الأبُ محبته عليه إلا الابن، ولو كان غير الابن، ولو كان خليقة غير محدودة، بشرا أو ملاكا، لكان الله بحاجة إلى من دونه كمالاً، وعُدّ ذلك نقصًا في الله والله منزّه عن النّقص، فتحتّم إذًا على الله والحالة هذه أن يحبس محبّته على ذاته فيجد فيها سعادته؛ لهذا يقول بولس الرّسول: إنّ الابن هو صورة الله غير المنظور… ليس الله إذًا كائنًا تائهًا في الفضاء، منعزلاً في السّماء، لكنّه أسرة مؤلّفة من أقانيم ثلاثة تسودها المحبّة، وتفيض منها على كلّ الكون براءته، وهكذا يمكننا أن نقول إنّ كنه الله يفرض هذا التّثليث «.
إنّ هذا التّفكير وإن كان يثير السّخريّة إلاّ أنّه منتشر جدًّا بين رجال الكنيسة، فهم يرون أنّ الله يجب أن يكون كائنًا مركّبًا حتّى يستطيع ممارسة صفاته الأزليّة كالسّمع والبصر والمحبّة وغيرها؛ أي أنّ الله قبل خلق العالم لم تكن صفاته معطّلة، لأنّه كان يمارس تلك الصّفات مع نفسه أو مع ابنه، لذلك وُجد الثّالوث كضرورة، لأنّه لو قلنا إنّ الله لم يكن يمارس صفاته وأفعاله قبل خلق العالم ثمّ مارسها بعد خلق العالم لحكمنا على صفات الله وأفعاله بأنّها كانت معطّلة، وعلى الله بالتغيّر من حالة إلى حالة، وهذا مستحيل لأنّ الله لا يتغيّر.
يقول القسّ سامي غابريال: » إذا كان الله محبًّا، سميعًا، عليمًا.. ناطقًا.. وأنّه غير متغيّر فماذا عن قبل الخلق؟ هل كانت صفات الله موجودة؟ نعم فهو غير متغيّر … وإن كان الله ناطقًا محبًّا، قبل أن يخلق.. فمع من كان يمارس صفاته وأعماله؟ هل كانت عاطلة… قبل خلق العالم… ثمّ صارت عاملة بعد الخلق؟ كلاّ و لو أنّ الله مطلق الوحدانيّة في الجوهر؛ فقبل أن يخلق ما معنى إذا سميع.. ناطق.. محبّ.. إذًا لا يمكن أن تكون وحدانيّة الله وحدانيّة مطلقة، مجرّدة، بل لا بدّ أن يكون الله الواحد في الجوهر جامعًا في وحدانيته، وبذلك يمارس صفاته بينه وبين نفسه لا بالوحدانيّة المجرّدة بل بوحدانيّته الجامعة الشّاملة الواحدة، وحيث أنّ صفات الله لا يمكن أن تكون قائمة في ممارستها إلاّ بين كائنين، أو أكثر أو بين عاقلين أو أكثر… وبما أنّ الله مع وحدانيّته وتفرّده بالأزليّة وعدم وجود تركيب فيه… كان يمارس الصّفات الإلهيّة بينه وبين ذاته… إذًا فوحدانيّة الله مع عدم وجود تركيب فيها هي وحدانيّة ليست مجرّدة، بل وحدانيّة من نوع لا مثيل لها في الوجود يمكن أن نسمّيها الوحدانيّة الشّاملة أو الجامعة «. وهي ما دعاها هذا القسّ وسمّتها الكنيسة وحدانيّة الثّالوث.
لقد أوردت كلام القساوسة السّابقين على طوله ليعرف النّصارى وغيرهم مقدار تفكير القسس والحجج التي يستندون إليها لتجويز الاعتقاد بالثّالوث، وإنّ هذا الاحتجاج السّخيف جدًّا ينقلب ضدّ القسس وضدّ الكنيسة وضدّ عقيدة التّثليث؛ إذ لو اعتقدنا أنّ صفات الله وأفعاله يجب أن تكون موجودة قبل خلق العالم وأنّ تلك الصّفات تمارس بين الأقانيم الثّلاثة وجب علينا إذًا أن لا نقتصر على الأمثلة التي يضربها القساوسة عن الصّفات الإلهيّة بل وجب التّعميم على جميع الصّفات والأفعال الإلهيّة، وهنا أتساءل أليست من صفات وأفعال الله الخلق وأنّ الله خالق؟ ستقولون بلى، وأقول هل كانت صفة الخلق معطّلة قبل خلق العالم ؟، ستقولون كلاّ.
وسأقول فإذن مع من كان يمارس صفة الخلق؟
لا شكّ وفق تفكيركم السّابق أنّ الله كان يمارسها مع نفسه أو ابنه أو مع الثّالوث ‘الوحدانيّة الشّاملة كما يسمّيها القسّ غابريال’، فهل يمكن أن تشرحوا لنا كيف كان يمارس الله صفة وفعل الخلق مع نفسه أو ابنه أو ثالوثه، هل كان الله يخلق ذاته؟ فإذًا الله مخلوق ! هل خلق الله الابن؟!، لكنّ الكتاب المقدّس يقول عن الابن مولود غير مخلوق !، ماذا كان الله يخلق قبل خلق العالم حتّى يقال عنه خالق، وإنّه يملك صفة الخلق العاملة المعطّلة! ؟ أرأيتم أنّكم أيّها القساوسة تتورّطون في دفاعات متخبّطة عشوائيّة توقعكم في ورطات لا مخرج منها؟ وهذا مثال واحد عن صفة واحدة ضربته لكم فكيف بعشرات، بل بمئات الصّفات والأفعال التي تُنسب إلى الله؟
نعود الآن إلى الأقانيم الثّلاثة، ما معنى كلمة أقنوم؟
يقول النّصارى إنّ “الأقنوم” كلمة سريانيّة تعني كلّ ما تميّز عن سواه دون استقلال، وفي موضوع الثّالوث تعني وجود ثلاثة أشخاص متّحدين دون امتزاج ومتميّزين دون انفصال.
نسأل النّصارى هل لكم أن تضربوا لنا مثالاً واحدًا في هذا الكون “غير الثّالوث” يصدق عليه مصطلح الأقنوم،… لن تستطيعوا ذلك لأنّ المعنى ‘المفبرك’ الذي أضفيتموه على مصطلح الأقنوم لا تقبله العقول؛ لذا لا يصدق على أيّ مثال واقعيّ مادّيّ أو معنويّ، ثمّ لماذا يرد هذا المصطلح الفريد من نوعه بالسّريانيّة دون اللّغات الأخرى كالعبريّة مثلاً وقد كانت لغة العهد القديم؟ ألم يكن لذلك المصطلح وجود حينها؟ ثمّ لماذا لم يرد هذا المصطلح في العهد الجديد؟!
وأخاطب الآن نصارى العرب، ما هي ترجمة مصطلح أقنوم إلى العربيّة؟ ستقولون عجزت اللّغة عن إيجاد مصطلح مطابق للمعنى الذي ورد بالسّريانيّة، فيا سبحان الله ! اللغة العربيّة الغنيّة بمصطلحاتها والثّريّة بمترادفتها تعجز أمام السّريانيّة !، اللغة العربيّة التي تحتوي على عشرات المفردات المترادفة لمعنى واحد عاجزة أن تجد كلمة تعبّر بها عن أهمّ شيء في هذا الكون وهو الله أو أحد أجزائه !
مع ذلك نرى في بعض كتب النّصارى محاولات لترجمة قريبة، مع كونها منتقدة من النّصارى أنفسهم لإيحائها بالشّرك؛ فممّا قيل عن الأقانيم أنّها: خواصّ، صفات، أجزاء، أشخاص، أعضاء، أطراف، أقسام، أشياء، عناصر، تعينات … إلخ.
ولمّا استعصى فهم مصطلح الأقانيم راح رجال الكنيسة يضربون للثّالوث الأمثال ليقربوا معناه للأفهام، فقال بعضهم إنّ الثّالوث كالشّمس متكوّنة من ثلاثة أجزاء: القرص، الحرارة، الشعاع، لكن هل القرص هو الشعاع؟ وهل القرص هو الحرارة ؟ و هل الشّعاع هو الحرارة؟ فالمثال لا ينطبق على الثّالوث لأنّ الأب هو الابن، والابن هو ذاته الرّوح القدس، والأب هو عينه روح القدس، وبعضهم يمثّل الثّالوث بالتفّاحة، لأنّها متكوّنة من شكل وطعم ورائحة، وهل الرّائحة هي التفّاحة كاملة، وهل الشّكل هو التفّاحة كاملة، وهل الطّعم هو التفّاحة كاملة؟ ولا شكّ أنّ هذا المثال يلحق بسابقه.
ويضرب سانت أغسطين مثالاً معقّدًا، وهو ‘أنّ الثّالوث يشبه الدّماغ، فالدّماغ يعلم بوجود ذاته، وأداة العلم هي الدّماغ نفسه، فالعلم هو الدّماغ، والمعلوم هي الدّماغ، وأداة العلم هي الدّماغ فهي إذن ثلاث صفات لشيء واحد، لكن لا يقال إنّ الدّماغ ثلاثة’، وهذا المثال لا يستقيم؛ لأنّ الدّماغ المذكور واحد في الحقيقة وتثليثه اعتباريّ ليس حقيقيًّا، في حين أنّ النّصارى يؤمنون في الإله بالتّوحيد الحقيقيّ والتّثليث الحقيقيّ، والدّماغ كعالم ليس كائنًا متميّزًا ولا منفصلاً ولا مستقلاً عن الدّماغ كمعلوم، ولا عن الدّماغ كأداة علم؛ في حين أن أقانيم الثّالوث منفصلة عن بعضها، فالأب كائن متميّز ومستقلّ عن الابن، والابن كائن متميّز ومستقلّ عن الرّوح القدس، وروح القدس كائن متميّز ومستقلّ عن سابقيه.
وقد انتقد بعض رجال الكنيسة كلّ هذه التّمثيلات والتّشبيهات، وقالوا بعدم جواز ضرب الأمثال مهما كانت، لأنّ تلك الأمثال مخلوقة يمكن إدراكها بالعقل، أمّا الثّالوث فهو كائن غير مخلوق لذا لا يمكن إدراكه بالعقل، وأيّ تمثيل أو تشبيه هو تمثيل وتشبيه مع الفارق.
قال البوصيريّ في فضح التّثليث:
ليت شعري هل الثّلاثة في الوا
أإله مركّب!، وما سمعنا
أتراهم لحاجة واضطرار
أهو الرّاكب الحمار فيا عجز
أم جميع على الحمار لقد جلّ
أم سواهم هو الإله فما نسبة
أم أردتم بها الصّفات فلمّا
أم هو ابن الإله ما شاركته
قتلته اليهود فيما زعمتم
حدّ نقص في عدّكم أم نماء؟
بإله، لذاته أجزاء
خلطوها وما بغى الخلطاء
إله يمسّه الإعياء
حمار يجمعهم مشّاء
عيسى إليه والانتماء؟
خُصّت ثلاث بوصفه وثناء؟
في معاني النبوّة الأنبياء
ولأمواتكم به إحياء
هل ورد ذكر الثّالوث والأقانيم الثّلاثة في العهد القديم، أو على لسان الأنبياء و الرّسل الذين سبقوا المسيح؟
لم يحدث ذلك إطلاقًا ! فأسفار العهد القديم خالية من أيّ تثليث ولم تشر إلى أنّ الله مكوّن من ثلاثة أقانيم أو أجزاء، ولم يُعلم أو يُسمع أنّ الله أخبر نوحًا أو إبراهيم أو موسى أو داود أنّه إله واحد في ثلاثة آلهة؛ وإذا تصفّحت بإمعان أسفار العهد القديم فلا يمكن أبدًا أن تقع عينك على كلمة ثالوث أو على صيغة الأب والابن والرّوح القدس، كما يعتقد بها النّصارى اليوم، أليس غريبًا حقًّا ! أنّ عقيدة مثل هذه، وبهذه الأهمّيّة والخطورة، يتوقّف عليها هلاك النّاس أو نجاتهم لا نرى لها أيّ إشارة في التّوراة وكتب الأنبياء لا تصريحًا ولا تلميحًا، فلماذا؟
ألم يكن الله قد قرّرّ بعد إخبار البشر بها، أم أنّ البشر لم يكونوا في ذلك الوقت قادرين على استيعابها وإدراكها مثلما لم يستوعبها أحد حتّى الآن !؟
وإنّ الإنسان ليزداد حيرة وتعجّبًا إذا وقعت عيناه في أسفار العهد القديم المقدّسة على تفاصيل زنى داود بزوجة قائد جيشه، وتفاصيل زنى لوط بابنتيه، وتفاصيل جسد المرأة في نشيد الإنشاد لسليمان، وزنى يهوذا بكنته، وإنّ الإنسان ليملّ من تفاصيل الأعداد والأرقام والأحجام والأوزان والمسافات التي تقدّمها أسفار العهد القديم عن قبائل اليهود وأنسابهم وأملاكهم وأحصنتهم وحميرهم، ثمّ تفاصيل أبعاد هيكل سليمان.. حتّى إنّك إذا اطّلعت على بعض الأسفار وجدتها أقرب إلى دفتر الحسابات منها إلى كتاب هداية، كلّ هذه التّفاصيل ذكرت حسب النّسخة الموجودة عندي الآن في 1358 صفحة، وضاق العهد القديم فلم يفسح مجالاً لجملة واحدة عن الثّالوث يقول فيها الله مثلاً: ‘أنا ثالوث مكوّن من ثلاثة أقانيم: أب وابن و روح قدس’، أليس هذا غريبًا حقًّا !؟
وفي مقابل ذلك نعثر على مئات الآيات في العهد القديم التي تصف الله بالوحدانيّة وتقرّر تفرّده بالألوهيّة والرّبوبيّة.
(اسمع يا إسرائيل الربّ إلهنا ربّ واحد)( ).
(فاعلم اليوم وردّد في قلبك أنّ الربّ هو الإله في السّماء من فوق وعلى الأرض من أسفل ليس سواه)( ).
(انظروا الآن أنا أنا هو وليس إله معي)( ).
(أنا الربّ وليس آخر، لا إله سواي)( ).
(أليس أنا الربّ ولا إله آخر غيري، إله بارّ ومخلص ليس سواي التفتوا إلي وأخلصوا يا جميع أقاصي الأرض لأنّي أنا الله وليس آخر)( ).
والآيات كثيرة وكلّها تتّفق على وحدانيّة الله، بلا ثالوثيّة أو أقنوميّة، أمّا ما يذهب إليه بعض رجال الدّين بأنّ العهد القديم لمّح إلى التّثليث في بعض الآيات فهو غير صحيح، وما يفعلونه هو لَيُّ أعناق الآيات لتطابق هواهم، لكن هيهات هيهات، وأكبر دليل على غياب التّثليث في العهد القديم هو موقف اليهود – أصحاب العهد القديم- من المسيح إذ اعتبروا أقوال المسيح الغامضة حول البنوّة والألوهيّة تجديفًا وكفرا ولذلك عارضوه أشدّ المعارضة فصلبوه في زعم الإنجيل.
أمّا في العهد الجديد فالآيات التي ذكرت عن الثّالوث قليلة جدًّا جدًّا خاصّة في الأناجيل الأربعة، ولعلّ أكثر الآيات المصرّحة بالتّثليث، والتي يعتمدها القساوسة كأساس لذلك الاعتقاد هو ما جاء في رسالة يوحنّا الأولى (فإنّ الذين يشهدون في السّماء هم ثلاثة الأب والكلمة والرّوح القدس، وهؤلاء الثّلاثة هم واحد، والذين يشهدون في الأرض هم ثلاثة الرّوح والماء والدم والثّلاثة هم في الواحد)( ).
إنّ هذه الآية لغز غامض! هل تعلم أيّها القارئ النّصرانيّ أنّ هذه الآية مزيّفة ‘مفبركة’ ملحقة بالنصّ الإنجيليّ، الأصلي وليست منه، فقد حكم كبار علماء النّصارى على هذه الآية بأنّها إلحاقيّة منهم هورن وجامعو تفسير هنري وسكات وآدم كلارك في تفسيره وغيرهم، والأسباب هي:
– أنّها لا توجد في نسخة من النّسخ اليونانيّة التي كُتبت قبل القرن
السّادس عشر للميلاد.
– أنّها لا توجد في أيّ ترجمة من التّراجم القديمة غير اللاّتينيّة.
– أنّها لا توجد في معظم النّسخ القديمة اللاّتينيّة.
– لم يتمسّك بها أحد من القدماء ومؤرّخي الكنيسة.
– إنّ البروتستانت أسقطوا الآية من كتبهم ووضعوا عليها علامة
الشكّ.
– إنّ الكاثوليك والأرثودكس بدأوا ينزعونها من الإنجيل شيئًا فشيئًا.
ولذلك اختلفت طبعات الكتاب المقدّس حول إثبات أو حذف هذه الآية فبعضها يثبتها والبعض الآخر يحذفها، نجد الآية مثلاً في الكتاب المقدّس، طبعة دار الكتاب المقدّس بالقاهرة سنة 1970: (فإنّ الذين يشهدون في السّماء هم ثلاثة: الأب والكلمة والرّوح القدس وهؤلاء الثّلاثة هم واحد)، وجاء في الكتاب المقدّس، طبعة دار الكتاب المقدّس في الشّرق الأوسط سنة 1988، (فإنّ الذين يشهدون في السّماء هم ثلاثة: الأب والكلمة والرّوح القدس وهؤلاء الثّلاثة هم واحد).
والآية ذكرت في طبعة العهد الجديد الثّانية 1980 والثّالثة 1984، وعلى طاولتي الآن ثلاث طبعات أخرى للعهد الجديد حُذفت منها الآية المذكورة منها الطّبعة الرّابعة للعهد الجديد إصدار اتّحاد جمعيّات الكتاب المقدّس سنة 1993، وكذلك طبعة 1994، للنّاشر نفسه حيث جاء في الآية: (والذين يشهدون هم ثلاثة الرّوح والماء والدم وهؤلاء الثّلاثة هم في واحد)، ونلاحظ هنا – أخي القارئ – أنّ اتّحاد جمعيّات الكتاب المقدّس الذي أشرف على طباعة العهد الجديد، وحذف الآية الدّالّة على التّثليث هو نفسه الذي أشرف على الطّبعات السّابقة التي وردت فيها الآية !.
جاء في الكتاب المقدّس العهد الجديد، منشورات دار المشرق، بيروت، الطّبعة الحادية عشرة: وهي نسخة كاثوليكيّة (والذين يشهدون ثلاثة: الرّوح والماء والدم وهؤلاء متّفقون)، وورد تعليقً على ذلك في هامش الصّفحة في بعض الأصول ما يلي: “الأب والكلمة والرّوح القدس، وهؤلاء الثّلاثة هم واحد، لم يرد ذلك في الأصول اليونانيّة المعوّل عليها، والأرجح أنّه شرح أُدخل إلى المتن في بعض النّسخ، والرّوح: الرّوح القدس، والماء: المعموديّة، الدم: دم المسيح “.
وجاء في طبعة الإنجيل كتاب الحياة ترجمة تفسيريّة للعهد الجديد، صدرت سنة 1973، (فإنّ هنالك ثلاثة شهود: الرّوح والماء والدم وهؤلاء الثّلاثة هم في الواحد)، وهناك طبعات عديدة للبروتستانت تضع الآية المذكورة بين هلالين موضّحة أنّ ما داخل الهلالين غير موجود في الأصل.
وبين يديّ الآن نسخة للكتاب المقدّس باللّغة الفرنسيّة من منشورات الاتّحاد العالميّ للكتاب المقدّس، 1982 ورد في الصّفحة الأولى لهذه الطّبعة ما يلي: Traduction oecumenique de la bible.
وفي مقدّمة هذه النّسخة جاء فيها شرح كلمة oecumenique بأنّها تعني نسخة متّفق عليها من قبل الكاثوليك والأرثودكس والبروتستانت، وقد اطّلع على النّسخة قبل طبعها عشرات المتخصّصين من الطّوائف الثّلاثة وأقرّوا جميع ما فيها، وعند بحثنا عن الآية التي نحن بصددها في رسالة يوحنّا الأولى 5: 7 نجدها قد حُذفت، وباتّفاق الطّوائف الثّلاثة وحُذفت كذلك في النّسخة الأخيرة باللّغة الإنجليزيّة!
وإن تعجب فعجبك من طبعة جديدة للإنجيل باللّغتين العربيّة والفرنسيّة، نُشرت سنة 1995، وطُبعت بحيث تكون كلّ آية باللّغة العربيّة تقابل أختها بالفرنسيّة، إلاّ أنّني ذهلت عندما وجدت الآية “المشكلة” أُثبتت بالعربيّة بين هلالين [ ] في حين لم أجد ما يقابلها بالفرنسيّة، أي حُذفت بالمرّة، فلو كان القارئ لا يفهم اللّغتين المذكورتين لما تنبّه لذلك، ولتتأكّد بنفسك أضع لك صورة عن تلك الآية المحيّرة!
وضعت الآية بين هلالين دلالة على عدم وجودها في الأصول، و الغريب أنّها في التّرجمة المقابلة بالفرنسيّة محذوفة نهائيا.
هكذا بعد قرون طويلة، بعدما كانت هذه الآية تُقرأ كجزء مُوحي به من الله يتّفق رجال الكنيسة على حذفها من الكتاب المقدّس!، إنّها أهمّ آية في التّثليث، ومع ذلك فقد توصّل الجميع إلى الاتّفاق على حذفها، ألم يقل بولس في رسالته إلى تيموثاوس (كلّ الكتاب موحى به من الله)( )، لقد تبين لكل ذي عقل أنه ليس كل الكتاب موحى به من الله، والآن بعد حذفها، هل الله هو الذي أمر بذلك! ؟.
هل الله هو الذي أمر بوضعها بين قوسين أو هلالين !؟.
هل الله هو الذي أمر بوضع الحواشي والهوامش التي تشير إلى إلحاقيّتها و”فبركتها ” !؟.
ويتساءل أستاذنا أحمد عبد الوهّاب البهيدي عن المسؤول عن مصائر الملايين من النّصارى الذين هلكوا، وهم يعتقدون أنّ عقيدة التّثليث التي تعلموها تقوم على نصّ صريح في كتابهم المقدّس، بينما هو نصّ زائف دخيل؟!.
masry said
masry said
سلسلة وهم ألوهية يسوع
المعجزة
رأيت يسوع !!
كنت نائما ذات ليلة قمرية يصدح فيها القمر بأصوات شجية ملائكية ينسجها بأشعة نوره البراقة التى تتخلل النافذة الزجاجية فى نعومة الحرير مشيحة بغيوم السماء و مذيبة برد الشتاء و التحفت هذا الدفء و بعد لحظات على ما ظننت ساعاتها و لعلها كانت ساعات و لكنه الاحساس البشرى قبيل النعاس و قبل ان تطوى جفون الحواس و يطلق العنان للاحداث التى لا تخضع للواقع و لعله بعدها رأيت نورا من بعيد فظننته من جملة الليلة القمرية و لكنه ظل يقترب و يقترب و أظنه بدأ يتشكل أو يشكل شبه إنسان و للعجب لم اشعر بالخوف و لكن شعرت أكثر بالاطمئنان و كأنى أعرفه و و قبل ان يتكلم بادرته بالسؤال من انت يا سيد فجاوبنى بصوت يشبه خرير الماء قائلا أنا هو قلت زدنى يا سيد فقال انا ابن العذراء التى اختارها الله والدة لإبنه بسبب طهارتها ( 1 ) قلت يا سيد زدنى قال انا الذى مجدته الملائكة و قالوا يحق للكون أن يفخر بإبن هذة الطاهرة (2 ) قلت يا سيد زدنى قال أنا الذى يوم ولدت ظهر نجمى فى السماء ( 3 ) قلت يا سيد زدنى قال أنا الذى لما ولدت سبحت الارض و انارها القمر بنوره و هامت ملائكة السماء فرحا و طربا و رتل السحاب بأنغام مطربه ( 4 ) انا هو من سلالة الملوك ولدت فى مكان حقير ( 5 ) قلت يا سيد زدنى قال انا الذى اعترف الناس بلاهوته و قدموا له الصندل و الطيب ( 6 ) قلت يا سيد زدنى قال أنا هو الذى سمع خطيب امى نداء من السماء يقول له قم خذ الصبى و امه و اهربوا لأن الملك طالب اهلاكه ( 7 ) قلت زدنى يا سيد قال أنا الذى قتل الملك كل الاطفال الذكور المولودة فى نفس توقيت ولادتى املا فى قتلى ( 8 ) قلت يا سيد اثقلت عليك زدنى قال أنا الذى دهنتنى إمرأة فقيرة بالطيب و صبته على رأسى صبا ( 9 ) قلت زدنى يا سيد قال أنا الذى عندما صلب و مات اظلمت الشمس و شاهد الناس الارواح فى كل مكان ( 10 ) قلت يا سيد زدنى قال أنا الذى طعنت بحربة فى جنبى ( 11 ) قلت يا سيد زدنى قال انا الذى بى خلق كل شىء و لولاى ما كان شىء و أنا الذى قمت من الاموات و نزلت إلى الهاوية و شاهدنى الناس صاعدا إلى السماء و انا الذى سوف اعود مرة اخرى و النجوم تتساقط من السماء ( 12 ) قلت يا سيد زدنى قال انا شافى الابرص و الاصم و الاعمى و المخلوع و مخرج الشياطين و محى الموتى و انا الذى سيدين الاموات ( 13 ) قلت يا سيد زدنى قال أنا الذى اضاء وجهى كالشمس و مجد العلى امام احد تلاميذى و تبدلت هيئتى ( 14 ) قلت يا سيد عرفتك و لكن زدنى قال انا الذى تواضع و غسل الاقدام ( 15 ) قلت زدنى يا سيد قال أنا العظيم القدوس الظاهر فى الجسد ( 16 ) قلت زدنى ايضا يا سيد قال انا هو الاقنوم الثانى ( 17 ) و ساعتها قلت له كفى يا سيد قد عرفتك نعم أعرفك جيدا انت يسوع الناصرى عرفتك منذ اول كلمات نطقت بها نعم عرفتك فأنا قارىء للكتاب و كثيرا ما قال لى زملائى الكتابيين انتظره سوف ياتى و ها انت قد أتيت . فوجدته قطب بين حاجبيه و ظهر عليه الضيق و ذهب النور الذى كان يضىء وجهه و قال لى انت مخطىء لست انا يسوع الناصرى بل أنا كرشنا انا الله المتجسد اسجد لى و ساعتها انتفض جسدى و قفزت قائما على سريرى اقول إذهب عنى يا شيطان مكتوب للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد و ظللت اصرخ قائلا إذهب عنى يا شيطان و سمعت القارىء يقرأ من سورة التوبة قول الله عز و جل ( َقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ{30} اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ{31} يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ{32} هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ{33} )
http://www.sheekh_3arb.4shared.com/file/53727628/ea805bef/_________.html
الشيخ صالح البدير و ما تيسر من سورة التوبة .
ثم سمعته يقرأ من قوله تعالى من سورة يس ( إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ{55} هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِؤُونَ{56} لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُم مَّا يَدَّعُونَ{57} سَلَامٌ قَوْلاً مِن رَّبٍّ رَّحِيمٍ{58} وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ{59} أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ{60} وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ{61} وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلّاً كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ{62} هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ{63} اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ{64} الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ{65} وَلَوْ نَشَاء لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ{66} وَلَوْ نَشَاء لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيّاً وَلَا يَرْجِعُونَ{67} وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ{68} وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ{69} لِيُنذِرَ مَن كَانَ حَيّاً وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ{70} )
http://www.sheekh_3arb.4shared.com/file/53729797/78d682b1/_________1428_.html
الشيخ صالح البدير و ما تيسر من سورة يس .
هذة كانت رؤيتى التى ظننت أنها ليسوع و بالطبع هى رؤيا للدلالة على مضمون و لا يخفى المضمون على كل لبيب و لمراجعة اى صفة من صفات الذى أتى إلى فى رؤياى ستجد رقم بجانب كل صفة و ستجده هو نفسه فى السطور القادمة و بجانبه المرجع الذى ذكرت فيه الصفة وصفا لكرشنا إله الهنود للمصداقية :
1- كتاب خرافات التوراة والإنجيل وما يماثلها من الديانات الأخرى ,للعلامة دوان ص 278
2- كتاب تاريخ الهند المجلد الثاني ص 329
3- تاريخ الهند , المجلد الثاني, ص317و236
4- كتاب فشنوا بورانا ص502 ( وهو كتاب الهنود الوثنيين المقدس )
5- كتاب خرافات التوراة والإنجيل وما يماثلها من الديانات الأخرى ,للعلامة دوان ص 379
6- الديانات الشرقية ص500, وكتاب الديانات القديمة المجلد الثاني ص353
7- كتاب فشنو بورانا, الفصل الثالث
8- كتاب خرافات التوراة والإنجيل وما يماثلها من الديانات الأخرى ,للعلامة دوان ص 280
9- تاريخ الهند , ج2, ص320
10- كتاب ترقي التصورات الدينية,ج1,ص71
11- كتاب خرافات التوراة والإنجيل وما يماثلها من الديانات الأخرى ,للعلامة دوان ص 282
12- كتاب خرافات التوراة والإنجيل وما يماثلها من الديانات الأخرى ,للعلامة دوان ص 282
13 – كتاب خرافات التوراة والإنجيل وما يماثلها من الديانات الأخرى ,للعلامة دوان 283
14- كتاب دين الهنود, لمؤلفه مورس ولميس, ص215
15- دين الهنود لمؤلفه مورس ولميس , ص144
16- كتاب فشنو بورانا, ص492, عند شرح حاشية عدد3
17 – موريس ولميس في كتابه المدعو العقائد الهندية الوثنية, ص10
و تستطيع ان تقول كثيرا هم المؤمنون و قليل هم من تناولوا ما يؤمنوا به سلفا . فهناك المؤمنين بالثالوث المقدس و قد يظن البعض أن الثالوث الوحيد هو الآب و الابن و الروح القدس و هذا غير صحيح فقائمة الثواليث لا تنتهى فهناك من يؤمن بالثالوث المقدس المكون من ايزيس و ايزوريس و حورس عند قدماء المصريين و اخرين يؤمنون بالثالوث المقدس ميترا فارونا اريامان فى الهند و اخريين يؤمنون بثالوث اخر هو أهورا مزدة و ميترا و أناهيا فى إيران اما فى بابل فهم يؤمنون بثالوث سين شمس عشتار ايضا انو و بل و أيا و ثالوث اخر هو أنو و ادد و سن و فى اليونان يؤمنون بثالوث زيوس هيرا ديونيزوس و الرومان جوبتر جونون مينرفا و هناك من يعتقد أن ثالوث نورانى الاله فينوس تتوحد فى ثلاث الهات تسمى الهات الحسن و هناك من يعتقد فى ثالوث يستوعب ايضا اقانيم ظلامية مثل الثالوث الكلدانى القديم اهارامازاد و ميترا و أهريمان حيث يمثل اهريمان الشيطان إله الظلمات كما يمثله امنيوبس فى الثالوث المصرى و هناك مؤمنين بسواديس إن جاز التعبير فالبعض يؤمنون أن لمزدك الفارسى ست كليات و هناك مؤمنين بسوابيع إن جاز التعبير فالبعض يؤمنون ان لتوت الملك و الاله المصرى القديم سبعة اقانيم ( تحت كيونانات ) و هى لشخصية واحدة ( ذات واحدة ) . بل هناك مؤمنين بعدد غير محدود من الأقانيم فأتباع عقيدة مانى يؤمنون ان الاقانيم تنبعث من الله بإستمرار .
وهناك من يؤمن أن بودا إله و لذلك فهو يعبده متمثلا فى صورة تمثاله الشهير أملا فى النارفانا و الخلاص .
و فى الصين يؤمنون بأن الامبراطور نشيو و هيوتسى إبن اله السماء من إمرأة بشرية و فى مصر كان هناك من يؤمن بأن الفراعنة هم اولاد اله الشمس امون رع الذى إتحد مع الملكة و إتخذ جسدا و حكم البلاد و حتى بعض الحكماء كان يؤمن البعض أنهم اولاد الهة مثل إبن بتاح .
و هناك من يؤمن أن الاسكندر الاكبر عندما دخل معبد سيوة سمع تمثال الإله امون يناديه يا ابنى ليس هذا فحسب بل إننا نجد نجد من يؤمن بأله مزدوج احدهم خلق الآخر و ذلك كما وجد على إحدى اوراق البردى للاسرة الفرعونية التاسعة عشر عبارة تصف أمون قائلة ( هذا هو الاله الذى عمل إلها و صار مزدوجا ) .
و هناك من يؤمن أن كل من يتطهر بالتصوف يصبح ابن الله كما فى جملة الفيلسوف اليونانى هرمس ( ان الانسان حين يتطهر بالتصوف يصبح ابن الله ) .
أما المطران ماروتا ى رسالته الى مجمع نيقية يقول عن سيمون الساحر ( إن هذا الرجل كان يلقب نفسه ايضا بإبن الله و أن له قوة الخالق )
كل هذة هى عقائد و جملة العقائد غير محدودة و لكننا ذكرنا منها القريب من فكر اهل الكتاب و لمن يريد معرفة العلاقة بين هذة العقائد و عقائد اهل الكتاب اليوم بالتفصيل عليه بالجزء الثانى من علم الميثولوجيا يثبت تحريف الكتاب (ج2) عقائد كتابية و ليس غريبا أن تجد من يموت دفاعا عن أيا من تلك العقائد و هم كثيرون الذين ماتوا من اجل تلك العقيدة أو ذاك المعتقد .
و السؤال الذى يطرح نفسه لماذا ؟
و ستجد فى العادة الإجابة هى رئيته .
و عندما تسئل من رئيت يجيبك رئيت بوذا يقول لى انا الإله الحق و أخر يقول رئيت براهما و اخبرنى بالحقيقة و ثالث يقول رئيت كونفشيوس و و اخبرنى بالحقيقة المطلقة و رابع يقول رئيت جدى يقول إتبع الإله فلان فإنه اإله الحق .
و كالعادة هى المعجزة التى يستدل بها الكثير على صدق ما يؤمنوا به فأحدهم سمع و احدهم رأى و احدهم أخبر أن فلان فعل المعجزات و دعونا و قبل كل شى نتناول معنى المعجزة اولا حتى نكون على بينة من أمرنا و نعرف جيدا ما نتناوله : المعجزة في اللغة :
مشتقة من عجز أي ضعف وعجز عجزًا من باب تعب , وأعجزه الشيء فاته وأعجزت زيدًا وجدته عاجزًا وعجزته تعجيزًا جعلته عاجزًا وعاجز الرجل إذا هرب فلم يقدر عليه، ومعنى الإعجاز: الفوت والسبق, يقال عجز عن الأمر إذا قصر عنه والمعجزة بفتح الجيم وكسرها: مفعلة من العجز: عدم القدرة.
تعريف المعجزة اصطلاحا :
للمعجزة تعريفات عديدة منها :
المعجزة”هي الأمر الخارق للعادة، السالم من المعارضة يظهره الله تعالى على يد النبي، تصديقاً له في دعوى النبوة”
المعجزة : هي أمر خارق للعادة وخارج عن قوانين الطبيعة ، يجريها الله على يد الأنبياء لتكون برهانا على صدق نبوءتهم .
الامام الماوردي :” هي ما خرق عادة البشر من خصال لا تستطاع إلا بقدرة إلهية تدل على ان الله تعالى خصه بها تصديقا على اختصاصه برسالته , فيصير دليلا على صدقه في ادعاء نبوته إذا وصل ذلك منه في زمان التكليف , وأما عند قيام الساعة إذا سقطت فيه احوال التكليف فقد يظهر فيه من اشراطها ما يخرق العادة فلا يكون معجز المدعي نبوة .
يقول البغدادي وحقيقة المعجزة على طريق المتكلمين :” ظهور امر خارق للعادة في دار التكليف لإظهار صدق ذي نبوة من الانبياء او ذي كرامة من الاولياء مع نقول من يتحدى به عن معارضة مثله
وخلاصة القول في المعجزة ان المعجزة هي امر خارق للعادة مقرون بالتحدي لايمكن معارضته بمثله يجريها المولى سبحانه وتعالى على يد رسله وانبيائه لتكون دليلا على صدقه .
و يعرف مقدم الانبا بيمن اسقف نقادا و قوص المعجزة كالتالى :
http://www.sheekh_3arb.4shared.com/file/53730369/5f977d9f/_____.html
تفريغ المقطع :
المعجزة يا اخوتى هى ذلك الحدث الالهى الذى يصنعه الله مباشرة او يصنعه الله عن طريق انبيائه او رسله او قدسيه ,,,,,,وستبقى المعجزات ما بقى الانسان فى حاجة اليها.
ولكن يا اخوتى كيف نفرق بين المعجزة والضلال ؟؟؟وكيف نفرق بين المعجزة الحقيقة والكاذبة ؟؟؟ بل والسؤال الاهم هل هنا ضرورة لوجود المعجزة لاثبات سلطان المغفرة عند الكاهن ؟؟؟ عن هذا الموضوع الهام جدا,,,,,,,, يحدثنا الان صاحب النيافة الحبر الجليل,,,,,, الانبا بيمن اسقف نقادا وقوص
و هذا هو الانبا بيمن اسقف نقادا و قوص يعرف المعجزة :
http://www.sheekh_3arb.4shared.com/file/53740217/448c7078/_______.html
تفريغ المقطع :
المعجزة هى عمل اجرى بواسطة قوة غير مرئية ,, بوسيلة غير مالوفه,, بعد ان عجز البشر عن القيام بهذا العمل,, والمعجزة فى معجم لسان العرب معناها جايه من العجز او عدم المقدرة بالنسبه للانسان فعل حادث بعد العجز وعدم المقدرة بالنسبة للانسان والمعجزة فى الانجيل نقدر نقول عليها هو عمل ضد الطبيعه اجرته القوة اللاهيه بطريقة مباشرة او غير مباشرة يعنى بامر الهى مباشر او عن طريق قدسيه يعنى فده يعتبر طريقة غير مباشرة لغرض الهى بوسيله ليست فى متناول البشر يعنى ,,, حدث ,,, حدث فى غير متناول البشر هو فوق الطبيعة وليس ضد الطبيعة ,,,,,, فوق الطبيعة وليس ضد الطبيعة عشان فى مقوله كتير بنقول ان المعجزات كسر للقوانين الطبيعيه لاء هى فوق الطبيعة بالظبط بالظبط زى سلطان رئيس الجمهوريه فى محاكمة لواحد وفى حكم عليه بالسجن ومدان لكن رئيس الجمهوريه من حقه ان يعفو عنه هو لم يكسر القانون بل هو فوق القانون زى مهندس صنع مدينة وبعد ما صممها واشتغلت هو عايز يحط عليها اضافات هو مخترعها وهو بيضيف عليها حتى ولو كان لها الديمومة فهو الذى انشائها ومن سلطانه ان يضيف عليها او يصنع اشياء تظهر سلطانه وقوته على هذة المدينة .
و سوف نغض البصر عن طرق العلم بالمعجزة التى لم ترى او التى يفصل بين حدوثها و التبليغ بها فترة زمنية يستحيل معها معاينة تلك المعجزة و التى فى الاسلام يشترط فيها شروط منها تواتر الاخبار الموجبة للعلم الضروري عن حدوث المعجزة والمقصود بالنقل هو ماورد الينا عبر سلسلة الرواة المتواترة من المعجزات التي جرت على يد نبي من انبياء الله فطريقها النقل وهو الشرط الاساسي لثبوت اقوع المعجزة و نحن هنا إذا نغض البصر عن ذلك إنما لأن ذلك هو مدار جل بحوثنا مجتمعة و التى تدور حول تحريف الكتاب و هو المصدر الرئيسى للنقل بما فيه نقل المعجزات و لذلك لن نستفيض فيه فى هذا الموضع ايضا لن نتناول شروط المعجزة فى الاسلام التى هى :
1- تكون خارقة للعادة
2- ان تكون قولا كالقرآن اوفعلا كنبع الماء من اصابعه صلى الله عليه وسلم او تركا كعدم إحراق النار لسيدنا ابراهيم عليه السلام
3- ان تكون ظاهرة على يد مدعي النبوة والرسالة
4- ان تكون مقرونة بدعى الرسالة او النبوة حقيقة او حكما بأن تأخرت بزمن يسير .
5- ان تكون موافقة للدعوى .
6- ان لاتكون مكذبه له .
7- ان تتعذر معارضته ـ فخرج السحر والشعبذة .
8- ان لا تكون في زمن نقض العادة ـ كعلامات الساعة .
9- ان تكون فعلا لله تعالى .
و على من يريد معرفة كيفية التفرقة بين بين المعجزة وغيرها من الخوارق فعليه بكتاب النبوات لشيخ الاسلام ابن تيمية
و لأننا نخاطب فى المقام الأول الذين ندعوهم إلى الحق فنحن سوف نتناول الامر من جانب عقلى أكثر منه جانب شرعى أو تأصيلى و لذلك دعونا نسرد هذا الطرح فى السطور القادمة
يعتقد اهل الكتاب ان يسوع فعل معجزات لا يفعلها الا اله و هذة المعجزات هى دليل الوهيه له و يرى بعضهم يسوع بنفسه يخبره بذلك ! بل و يفعل له بعض هذة المعجزات و كالعاده هذا صحيح لو أن هناك طريقة نستطيع فيها التفريق بين ما هو إختبار و ما هو وهم و ايضا صحيح لو ان يسوع متفرد فى ذلك و ان كان ذلك على مضض لان النبى متفرد فى المعجزات و ليس لها حدود لان المعجزه هى خرق لقواعد الطبيعه اى خرق للقوانين الفزيائيه و لا يخرق القوانين الفزيائيه الا احد اثنين اما موجد هذة القوانين و هو الاله الاوحد او شخص يخرق الاله الاوحد له هذة القوانين و يظهر هذا الخرق على يديه اى يجعله يبدوا كأنه هو الذى يفعل ذلك و يسمى نبيا او رسولا او على الاقل رجل الله . و لكن بما انه نبى لله و هو قد اختاره فهو يعترف ان خرق قوانين الطبيعه هو من امر الاله الاوحد و ليس من نفسه .
و دعونا نستكشف الامر هل يسوع ادعى انه صانع هذة المعجزات ؟ و هل تفرد بها عن غيره اما لا ؟
معجزات يسوع
سوف نسرد كل أو معظم المعجزات التى قام بها يسوع حسب ما ذكره الكتاب متبعين ذلك بنفس النوعية من المعجزات التى قام بها غيره ايضا مما ذكره الكتاب لإثبات أن يسوع ليس متفرد بهذة المعجزات و أن كثيرين هم من فعلوا مثل ما فعله يسوع و يجب أن نلاحظ أن المعجزات يمكن أن تقسم إلى انواع حسب طبيعتها او نوعيتها فيمكن مثلا أن نقسمها الى :
1- معجزة احياء الموتى
2- معجزة القيامة من الاموات.
3- معجزات شفاء الامراض
4- معجزات اخراج الشياطين
5- معجزات خرق قوانين الفزياء
6- معجزات اخرى .
و اذا فعل احدهم عملا يصنف معجزة من نوع خرق قوانين الفزياء ففعل احدهم لعمل اخر من نفس هذة النوعية يجعل فاعل العمل الأول غير متفرد و هكذا .ايضا يجب ملاحظة أن هناك معجزات لا تليق بأنبياء الله كما فى تحويل الماء إلى خمر و لذلك لن نأتى بمعجزة مقابله لها لأننا نربأ بأنبياء الله أن يفعلوا مثل هذا و نرد ذلك لتحريف الكتاب الذى نثبته فى جل بحوثنا .
تحويل الماء الى خمر
يوحنا 2: 1- 11 ( وفي اليوم الثالث كان عرس في قانا الجليل وكانت ام يسوع هناك.2 ودعي ايضا يسوع وتلاميذه الى العرس.3 ولما فرغت الخمر قالت ام يسوع له ليس لهم خمر.4 قال لها يسوع ما لي ولك يا امرأة.لم تأت ساعتي بعد.5 قالت امه للخدام مهما قال لكم فافعلوه.6 وكانت ستة اجران من حجارة موضوعة هناك حسب تطهير اليهود يسع كل واحد مطرين او ثلاثة.7 قال لهم يسوع املأوا الاجران ماء.فملأوها الى فوق.8 ثم قال لهم استقوا الآن وقدموا الى رئيس المتكإ.فقدموا.9 فلما ذاق رئيس المتكإ الماء المتحول خمرا ولم يكن يعلم من اين هي.لكن الخدام الذين كانوا قد استقوا الماء علموا . دعا رئيس المتكإ العريس 10 وقال له . كل انسان انما يضع الخمر الجيدة اولا ومتى سكروا فحينئذ الدون . اما انت فقد ابقيت الخمر الجيدة الى الآن.11 هذه بداية الآيات فعلها يسوع في قانا الجليل واظهر مجده فآمن به تلاميذه )
و هذة لم يفعلها غيره اذا كان قد فعلها اصلا لاننا نرباء بنبى لله يحول الماء الى خمر و الخمر لا يحبذها الا بولس عندما يقول فى تيموثاوس الاولى 5: 23 ( لا تكن في ما بعد شراب ماء، بل استعمل خمرا قليلا من أجل معدتك وأسقامك الكثيرة ) و ايضا المكابين الثانى 15: 40 ( ثم كما ان اشرب الخمر وحدها او شرب الماء وحده مضر و انما تطيب الخمر ممزوجة بالماء و تعقب لذة و طربا كذلك تنميق الكلام على هذا الاسلوب يطرب مسامع مطالعي التاليف انتهى ) و كما نرى هنا مزج بين الخمر و التأليف قل ما تجده فى كتاب حتى إذا كان مهندسا فما بالك إذا كان مقدسا .
و لكن الرب الاله قال لموسى فى لاويين 10: 9 ( خمرا ومسكرا لا تشرب انت وبنوك معك عند دخولكم الى خيمة الاجتماع لكي لا تموتوا. فرضا دهريا في اجيالكم )
و فى حزقيال 44: 21 ( ولا يشرب كاهن خمرا عند دخوله الى الدار الداخلية )
و يبشر الرب زكريا بأبن ايضا و يمدحه بأنه لا يشرب خمرا و لا مسكرا كما فى لوقا 1: 15 ( لانه يكون عظيما امام الرب وخمرا ومسكرا لا يشرب.ومن بطن امه يمتلئ من الروح القدس. )
و ايضا يمدحه يسوع نفسه بأنه لا يشرب خمرا كما فى لوقا 7: 33 ( لانه جاء يوحنا المعمدان لا يأكل خبزا ولا يشرب خمرا فتقولون به شيطان.)
و مع ذلك نجد ما يقوله الكتاب عن يسوع نفسه انه شريب خمر كما فى :
متى 11: 19
Mat 11:19
(SVD) جاء ابن الإنسان يأكل ويشرب فيقولون: هوذا إنسان أكول وشريب خمر محب للعشارين والخطاة. والحكمة تبررت من بنيها».
(ALAB) ثم جاء ابن الإنسان يأكل ويشرب، فقالوا: هذا رجل شره وسكير، صديق لجباة الضرائب والخاطئين. ولكن تختبر الحكمة بأعمالها.»
(GNA) وجاء ابن الإنسان يأكل ويشرب فقالوا: هذا رجل أكول وسكير وصديق لجباة الضرائب والخاطئين. لكن الحكمة تبررها أعمالها)).
(JAB) جاء ابن الإنسان يأكل ويشرب فقالوا: هوذا رجل أكول شريب للخمر صديق للجباة والخاطئين. إلا أن الحكمة زكتها أعمالها )).
(KJV+) The3588 Son5207 of man444 came2064 eating2068 and2532 drinking,4095 and2532 they say,3004 Behold2400 a man444 gluttonous,5314 and2532 a winebibber,3630 a friend5384 of publicans5057 and2532 sinners.268 But2532 wisdom4678 is justified1344 of575 her848 children.5043
و قد نجد ان بعض اهل الكتاب عندما تذكر لهم ان الكتاب يقول ان يسوع كان شريب خمر حسب ترجمة الفانديك يقولون انه كان يشرب عصير عنب و الرد عليهم من الترجمات ان ترجمة الحياه و الاخبار الساره تقول انه كان سكير فهل عصير العنب يجعل الشخص سكيرا ايضا النص اليونانى و هو اصل كل الترجمات يذكر كلمة οινοποτης و التى تترجم الى الانجليزيه الى كلمة a winebibber
و نحن نربأ بنبى لله يكون سكير و ليس فقط شارب لقليل من الخمر كما يقول بولس و لذلك نحن سعداء ان الكتاب لم يدعى على احد من انبياء الله انهم حولوا الماء الى خمر إلا نبى واحد فقط و هو المسيح رغم ان الكتاب ادعى عليهم اكثر من ذلك بكثير .
و يرد البعض ايضا و يقول ان المعجزه ليست تحويل الماء الى خمر فقط و لكن المعجزه انه حول الماء الى خمر غير مسكر بدليل ان رئيس المتكاء قد تنبه من سكرته . و انا ارد عليهم ببساطه من جمل رئيس المتكاء و هو خبير فى الخمور لانه استطاع ان يعرف الفرق بين الخمر الجيده و الغير جيده و قال ( كل انسان انما يضع الخمر الجيدة اولا ومتى سكروا فحينئذ الدون ) بمعنى ان الخمر الجيده تسكر و هم فى العاده يضعونها اولا فى الاعراس ثم اذا سكر الناس وضعوا لهم الخمر الدون اى الاقل جوده حتى يقللوا التكلفه و فى نفس الوقت الناس الغير خبيره فى الخمور لن تستطيع التفرقه بين الخمر الجيده التى تسكر حسب تعريف رئيس المتكاء و الخمر الغير جيده التى لا تسكر . اذا حسب مفهوم رئيس المتكاء ان الخمر الجيده هى التى تسكر و هو نفسه الذى وصف خمر يسوع المتحوله بأنها خمر جيده قائلا ( اما انت فقد ابقيت الخمر الجيدة الى الآن ) و السؤال ماذا كان يقصد بالخمر الجيده ؟ كما سبق و عرفنا مفهومه عن الخمر الجيده اى التى تسكر و هذا يفند قول القائلين انه حول الماء الى خمر لا تسكر .
أما بعضهم فيغالى أكثر و يعتبر ذلك خلق لأن الخمر لم يكن موجودا و الذى كان موجود هو ماء إذا هو خلق و دعونا نفند ذلك ايضا متناولين :
يوحنا 2: 9
Joh 2:9
(SVD) فلما ذاق رئيس المتكإ الماء المتحول خمرا ولم يكن يعلم من أين هي – لكن الخدام الذين كانوا قد استقوا الماء علموا – دعا رئيس المتكإ العريس
(ALAB) ولما ذاق رئيس الوليمة الماء الذي كان قد تحول إلى خمر، ولم يكن يعرف مصدره، أما الخدم الذين قدموه فكانوا يعرفون، استدعى العريس،
(GNA) فلما ذاق الماء الذي صار خمرا، وكان لا يعرف من أين جاءت الخمر، لكن الخدم الذين استقوا منه كانوا يعرفون، دعا العريس
(JAB) فلما ذاق الماء الذي صار خمرا، وكان لا يدري من أين أتت، في حين أن الخدم الذين غرفوا الماء كانوا يدرون، دعا العريس
و هكذا نرى أن كلمة οἶνος تعنى wine و هو احد انواع الخمور المصنوعة من العنب و هذا ما يؤكد أنه خمر حقيقى و ليس عصير عنب كما يقول البعض اما النقطة المهمة هى إدعاء البعض أن هذة المعجزة هى معجزة خلق مستدلين بكلمة المتحول خمرا و لو رجعت للنص اليونانى ستجد كلمة γεγενημενον هى المرادف لكلمة المتحول و إذا اقررنا أن هذة الكلمة تعنى التحول بمعنى الخلق فنحن امام معضلة كبيرة حيث انه و للعجب ستجدها هى نفسها الكلمة المستخدمة لتحول الكلمة إلى جسد فى :
يوحنا 1: 14
Joh 1:14
(SVD) والكلمة صار جسدا وحل بيننا ورأينا مجده مجدا كما لوحيد من الآب مملوءا نعمة وحقا.
(ALAB) والكلمة صار بشرا، وخيم بيننا، ونحن رأينا مجده، مجد ابن وحيد عند الآب، وهو ممتلىء بالنعمة والحق.
(GNA) والكلمة صار بشرا وعاش بيننا، فرأينا مجده مجدا يفيض بالنعمة والحق، ناله من الآب، كابن له أوحد.
(JAB) والكلمة صار بشرا فسكن بيننا فرأينا مجده مجدا من لدن الآب لابن وحيد ملؤه النعمة والحق.
(KJV+) And2532 the3588 Word3056 was made1096 flesh,4561 and2532 dwelt4637 among1722 us,2254 (and2532 we beheld2300 his846 glory,1391 the glory1391 as5613 of the only begotten3439 of3844 the Father,)3962 full4134 of grace5485 and2532 truth.225
(KJV+) (1161) When5613 the3588 ruler of the feast755 had tasted1089 the3588 water5204 that was made1096 wine,3631 and2532 knew1492 not3756 whence4159 it was:2076 (but1161 the3588 servants1249 which drew501 the3588 water5204 knew;)1492 the3588 governor of the feast755 called5455 the3588 bridegroom,3566
masry said
الفــــداء والكفّــــارة
ترتبط عقيدة الكفارة بعقيدة الخطيئة ارتباط اليد بالمعصم، فالمقصود بالكفارة هو رفع الخطيئة الأصليّة وتكفيرها عن كاهل البشريّة لإنقاذها من الموت الأبديّ، الذي أصابها جرّاء أكل آدم من الشّجرة.. ويُعتبر علماء الأديان قاطبة أنّ الكفّارة أُسّ الدّين النّصرانيّ، ومركز الدّائرة ونقطة التقاء جميع العقائد النّصرانيّة الأخرى، فهي ذات علاقة بالخطيئة من حيث إنّ هذه الأخيرة سبب لها وذات علاقة بالتجسّد والصّلب والقيامة .. من حيث كون هذه العقائد نتيجة حتميّة للكفّارة، وهي في الواقع أكثر تعقيدًا والتواءً، الأمر الذي أضنى الدّارسين والباحثين في أعماقها، وأحرج الكنيسة ورجالها، وأعجزهم عن الإجابة عن التّساؤلات العديدة حولها، لذا تراهم يأمرون أتباعهم بالإيمان بها دون البحث في جوهرها و ماهيّتها.
كيف نشأت فكرة الكفّارة ؟
نشأت هذه الفكرة بعد نزاع مرير بين صفتين من صفات الله تعالى، وهما صفة العدل وصفة الرّحمة، فإذا عدنا إلى الوراء قليلاً نجد أنّ الله حذّر آدم من الأكل من الشّجرة بقوله: (يوم تأكل منها موتًا تموت)( )، فهذا الحكم بالإعدام – على آدم وذرّيته – نافذ وغير قابل للاستئناف أو الطّعن أو التّخفيف؛ لأنّ مقتضى العدل عند الله أن ينفّذ وعده بمعاقبة المسيء بالموت، وقانون العدل الإلهيّ يُلزم الله بعدم التّساهل والتّراخي في تطبيق العقوبة.
وحتّى لا يوصف الله بالجور وعدم الإنصاف أو بالإخلال بقانون العدل بدأ بتنفيذ سلسلة العقوبات التي ذكرناها سابقًا، وكان آخرها طرد الإنسان من الجنّة والحكم عليه باللّعنة وإلصاق الخطــيئة برقبته إلى الأبد – وفي زعم النّصارى – يكون الله قد حقّق العدل بهذه الخطوات !!
واستمرّ الوضع على ما هو عليه دهرًا، وفجأة ظهرت صفة أخرى من صفات الله، وهي الرّحمة، فراودت الله على غفران خطيئة الإنسان؛ لأنّ من رحمة الله بالنّاس ومحبّته لهم ألاّ يتركهم على هذه الحالة التّعيسة؛ فكان على الله بمقتضى هذه الصّفة أن يعفو عن البشر ويغفر لهم ويرفع عنهم اللّعنة والشّقاء !
إنّ هذا المنطق الكنسيّ يبرز الله حائرًا بين صفتين من صفاته، أيّهما يغلب على الأخرى؟، فكلّما أراد الإماتة واللّعنة بمقتضى العدل عاقته الرّحمة، وكلّما أراد رحمة خلقه والمغفرة لهم وقفت صفة العدل بالمرصاد !إنّه خيار صعب بين طرفين أحلاهما مرّ، فإلى ماذا سيؤول نزاع الصّفتين وكيف يوفّق الله بينهما لحلّ المشكلة التي أوقع نفسه فيها وتورّط في براثنها ؟!( ) ولا ندري كيف يمتلك رجال الكنيسة الجرأة بمنطقهم هذا ليلزموا الله بإلزامات كهذه !فكان لزامًا – إذن – على الله أن يصل إلى حلّ وسط ينال بموجبه العدل حقّه وتأخذ الرّحمة مكانها، فما السّبيل لذلك الحلّ السّحريّ ؟
وبما أنّنا، الآن، نكتب بمنطق النّصارى فلنترك أكبر ممثّل للفكر النّصرانيّ بولس “شاؤول” يبيّن لنا السّبيل لحلّ أزمة “العدل والرّحمة”، ولا سيّما أنّ بولس أكبر مدافع عن عقيدة الكفّارة، إن لم يكن هو مخترعها، يقول في العهد الجديد: (لا يوجد مغفرة بدون سفك دم)( )، ويبدو أنّ بولس ما يزال متأثّرًا بيهوديّته؛ إذ إنّ الإله “يهو” في العهد القديم كان مغرمًا بدم القرابين، فلم يكن يرضى عن بني إسرائيل إلاّ حين يشمّ رائحة مشاوي ودم الذّبائح التي يقدّمها كهنة اليهود، حين يسترضون ربّهم عند غضبه بذبيحة ليغفر لهم موبقاتهم.
كذلك كانت عقيدة سفك الدّم من أجل المغفرة والخلاص سائدة في العديد من الدّيانات الوثنيّة القديمة، لدى المصريّين والبوذيّين والإغريق والهنود.. فقد كانت تلك الأقوام تدفع للمذابح الرّجال والنّساء والأطفال والحيوانات بل والآلهة وأبناء الآلهة قربانًا إلى الله، فركِب بولس الموجة وسار مع التيار فاستعار الفكرة، أو قل سرقها وطبّقها على النّصرانيّة، ونسبها إلى تعاليم المسيح فأضلّ بها خلقًا عظيمًا إلى أيّامنا هذه، وسنعود بعد صفحات إلى شهادات علماء الأديان لنطّلع على عقيدة الكفّارة والفداء في الوثنيّة التي سبقت مولد المسيح بآلاف السّنين.
لا بدّ من سفك دم!! ولكن ما هو حجم الذّبائح التي يقبلها الله لفداء البشر، كم مترًا مكعّبًا من الدّماء تكفي لغسل خطيئة الأكل من تفّاحة الجنّة، من يتبرّع ليكون فاديًا، وما نوع الذّبيحة المناسبة !؟، أيكون حيوانًا؟( )؛ لا يقدر حيوان على فداء إنسان لفرق القيمة، أو ملَكًا؟؛ الملائكة لم تشارك في الخطيئة وربّما لا تملك دمًا، أو إنسانًا؟، كلّ النّاس تدنّسوا بالخطيئة، ولا يصلح أن يكون فاديًا إلاّ طاهرٌ، أو إلها؟؛ أغلق بولس جميع منافذ الفداء إلاّ هذا المنفذ، فالفادي يجب أن يكون طاهرًا ولا طاهر إلاّ الله، إذن الفادي هو الله لا غيره ! !وكيف يكون الله فدية، هل ينتحر أو يزهق روحه أو يتركها تقتل على أيدٍ، أيًّا كانت، فيبقى العالم بدون إله!؟
دبّر الله حيلة التجسّد – وهو اختراع آخر لبولس – والتجسّد متاهة لا يُعرف لها مدخل من مخرج، سنحاول إلقاء بعض الضّوء عليها بعد قليل، وإن كان كلّ ضوء الدّنيا لا يقدر على إنارة ظلمتها، فقد خرج بولس بلازمة أنّ حلّ أزمة الخطيئة لا يتحقّق إلاّ أن يفدي اللّه بنفسه البشريّة، لأنّه طاهر من الخطيئة الأصليّة، و ذلك قادر على التجسّد، بأخذ جسم إنسان، حتّى ينوب عن الإنسان المخطئ، ومفاد “حيلة” التجسّد أنّ الله نزل من عليائه حاملاً معه صفات الألوهيّة، ثمّ دخل رحم العذراء مريم ومكث هناك تسعة أشهر كما يمكث أيّ جنين في بطن أمّه، ثمّ خرج إلى الوجود بالولادة عن الطّريق المعهود، فاختلط الإله المولود بدم الحيض والنّفاس، واستقبلته الأيدي ووضعته في القماط، وناولته أمّه ثديها ترضعه وتعطف عليه عطف الأمّ على ولدها.
لقد أصبح الإله إنسانًا وصار واحدًا منّا، فهو إله كامل وإنسان كامل، وتتّفق جميع الطّوائف النّصرانيّة على هذه العقيدة، وقد وردت في قانون الإيمان كالآتي: [.. الذي لأجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا نزل من السّماء وتجسّد من الرّوح القدس ومن مريم العذراء، وتأنّس وصُلِب عنّا على عهد بيلاطس البنطي..].
وسنشفق على القارئ فلا ندخله في صراعات الطّوائف النّصرانيّة التي دارت حول طبيعة المولود، هل هو الأب أم ابنه أم الثّالوث؟، هل ولدت مريم الله أم المسيح؟ هل المولود هو اللاّهوت أم النّاسوت.. إلخ !؟
وسنشير إلى بعض ذلك فيما بعد، ولا ننصح أحدًا بالبحث فيها؛ لأنّه حينها تفنى الأعمار ولا يخرج المرء بنتيجة تذكر، اللهمّ إلاّ الشكّ والحيرة وربّما الإعاقة النّفسيّة والعقليّة والوقاية خير من العلاج فتنبّه !
كبُر المولود الذي دعي المسيح، وتقدّم في السنّ، وبدأ بدعوته بين اليهود في فلسطين، وكانت دعوته كلّها تنصبّ على عبادة الله وحده لا شريك له، والاستمساك بالتّوراة الموسويّة ، ولم يذكر المسيح في حياته نصًّا عن الخطيئة أو الكفّارة أو الصّلب أو الثّالوث، فتلك عقائد طبخها بولس والقساوسة بعد رفع المسيح .. واستمرّ المسيح يدعو إلى تطبيق شريعة العهد القديم، وكان هو نفسه يعمل بمقتضاها ويسير على هداها؛ قال المسيح: (لا تظنّوا أنّي جئت لأبطل الشّريعة وتعاليم الأنبياء، ما جئت لأبطل بل لأكمل)( )، لكن اليهود خافوا على مصالحهم ومكتسباتهم بعد أن هدّدهم المسيح وفضحهم على رؤوس الأشهاد، فتآمروا وخطّطوا فأُلقي القبض عليه، فحاكموه وأهانوه، ثمّ قدّموه إلى الصّليب فصلبوه – حسب الأناجيل – وبعدما صُلب زعم النّصارى أنّ صلبه كان تكفيرًا وفداء لخطيئة آدم و تخليصًا للبشريّة من اللّعنة التي أصابتها منذ فجر التّاريخ، ويجمــع النّصارى – على اختلاف مللهم ونحلهم – على أنّ المسيح صلب من أجل خطايا البشر بإرادته وطواعيته، وبموته رُفعت الخطيئة الأبديّة واسترجع الإنسان حرّيته، وغفرت لبني آدم جميع زلاّتهم وسيّئاتهم، واستحقّ المسيح أن يلقّب بالمخلّص لأنّه خلّص البشر من عبوديّة الشّيطان.
وأكثر الآيات الإنجيليّة التي تقرّر عقيدة الكفّارة والفداء توجد في الرّسائل الأربع عشرة لبولس، الذي كان متحمّسًا تحمّسًا مريبًا لهذه الفكرة، حتّى إنّه لم يكن مستعدًّا لقبول فكرة أخرى غيرها إلاّ تلك، يقول بولس (إنّي لم أعزم أن أعرف شيئًا بينكم إلاّ يسوع المسيح وإيّاه مصلوبًا)( )، ويقول بولس مروّجًا سلعة الفداء (المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب)( )، ولا أدري ما هي الكتب التي يقصدها بولس !؟، وللملاحظة فكثيرًا ما نجد في العهد الجديد إحالات مبهمة كهذه دون ذكر الكتب بأسمائها وأسفارها، لتعويم القارئ وإيهامه بصدق الإحالة دون إعطائه فرصة الاطّلاع عليها، وقد اكتشف العديد من الباحثين عدم صدق الكثير من تلك الإحالات فتنبّه، ويقول بولس: (الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا)( )، وجاء في رؤيا يوحنا (الذي أحبّنا وقد غسلنا من خطايانا بدمه)( ).
أمّا أشهر آية إنجيليّة في هذا الباب والتي يفتخر رعاة الكنائس بترديدها في كلّ صلاة وقدّاس فهي (هكذا أحبّ الله العالم حتّى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كلّ من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبديّة)( )، إنّ الكنيسة برجالها وأناجيلها تقرّر أنّ المسيح وُلد ليموت ونزل من السّماء ليُقتل، إنّه عطيّة الله للنّاس، لم يأت المسيح ليعيش بل جاء ليموت عن آخرين، أرسل الله المسيح ليغسل بدمه خطيئة آدم، وبذلك يمحو جميع الخطايا التي ورثناها بفعل الخطيئة الأصليّة، ويفهم من عقيدة النّصارى أنّ المسيح حضر إلى الأرض لأداء مهمّة “الانتحار” على يد اليهود والرّومان !
وقد يُصدّق بعض من لا يقرأ الأناجيل بتلك المسرحيّة المحبوكة، لكن من يتمعّن قليلاً في نصوص العهد الجديد يستغرب أشدّ الاستغراب من استماتة المسيح في الدّفاع عن نفسه، ورفضه للموت وحرصه على البقاء حيًّا، وليس من العجب أن نراه يقوم بجميع المحاولات للنّجاة بنفسه من أعدائه، لقد كان المسيح إنسانًا يحبّ الحياة، لقد جاء ليعيش، وهذا حقّه الطّبيعيّ، على الرّغم من المحاولات الفاشلة للأناجيل وشرّاحها الذين أرادوا إجبار المسيح على الموت رغم أنفه، ونرى أنّ رجال الكنيسة إذا أرادوا إقناع النّاس بقصّة الفداء يستدلّون بأقوال المسيح في التّنبّؤ بآلامه ومنها قوله (.. كيف هو مكتوب عن ابن الإنسان أن يتألّم كثيرًا ويُرذل)( ).
وقوله: (كذلك ابن الإنسان أيضًا سوف يتألّم منهم)( ) فهل هذه أدلّة يُركن إليها وأين الفداء و الخلاص و الصّلب من هذه الأقوال…؟، إنّ ما فعله المسيح بأقواله هذه هو تحضير أصحابه إلى الآلام التي يعانيها كلّ صاحب دعوة، فالطّريق وعرة ومحفوفة بالمخاطر، ومنهج الأنبياء مليء بالعقبات والأشواك، وقد أصابت تلك الاضطهادات المؤلمة الدّعاة إلى الله منذ فجر التّاريخ وما تزال، قال محمّد رسول الله : “الأنبياء أشدّ بلاء ثمّ الأمثل فالأمثل”.
لكن البوْن شاسع بين أن يتعرّض الدّاعية لاضطهاد الكفّار والمجرمين وأن يستسلم للموت كالنّعجة طواعية وعن اختيار !وقد استبعد المسيح فكرة الموت الاختياري والفداء بلسان حاله ومقاله، ونستشفّ ذلك من عدّة آيات إنجيليّة: (أجابهم يسوع وقال تعليمي ليس لي بل للذي أرسلني .. أليس موسى قد أعطاكم النّاموس، وليس أحدٌ منكم يعمل بالنّاموس، لماذا تطلبون أن تقتلوني؟)( )، (أنا عالم أنّكم ذريّة إبراهيم، لكنّكم تطلبون أن تقتلوني، لأنّ كلامي لا موضع له فيكم.. لو كنتم أولاد إبراهيم لكنتم تعملون أعمال إبراهيم، ولكنكم الآن تطلبون أن تقتلوني وأنا إنسان قد حدّثكم بالحقّ الذي سمعه من الله، هذا لم يفعله إبراهيم)( )، حاول المسيح بهذه الكلمات العاطفيّة إقناع اليهود بأنّه نبيّ مرسل يتكلّم بالحقّ من عند الله، وأعلّمهم بأنّ أيّ مؤامرة لقتله ستكون ظلمًا وعدوانًا على الكتب السّماويّة وتعاليم الأنبياء، ثمّ عزف المسيح على وتر العاطفة حين ذكّرهم بإبراهيم، فقد كان اليهود يفتخرون به ويحبّون الانتساب إليه، محاولة منه لحماية نفسه من شرّهم، وجاء في الإنجيل: (.. وجاءوا إلى حافّة الجبل الذي كانت مدينتهم مبنية عليه حتّى يطرحوه أسفل، أمّا هو “المسيح” فجاز في وسطهم ومضى)( )، وفي مرّة أخرى (فلمّا خرج الفريسيّون تشاوروا عليه لكي يهلكوه، فعلم يسوع وانصرف من هناك)( )، ومرة ثالثة (فرفعوا حجارة ليرجموه أمّا يسوع فاختفى وخرج من الهيكل مجتازًا في وسطهم ومضى)( )، (كان يسوع يتردّد بعد هذا في الجليل؛ لأنّه لم يرد أن يتردّد في اليهوديّة لأنّ اليهود كانوا يطلبون أن يقتلوه)( )، (فمن ذلك اليوم تشاوروا ليقتلوه، فلم يكن يسوع أيضًا يمشي بين اليهود علانية بل مضى من هناك إلى الكورة القريبة من البرّيّة)( ).
هل هذه تصرّفات من يريد الموت أو من جاء ليصلب لخلاص البشريّة!؟، لماذا المماطلة، لماذا التخفّي عن أعين اليهود والهرب من وجه الأعداء خوفًا من أذيّتهم، لقد حاولوا قتله كما نرى عدّة مرّات، وطلبوا إزهاق روحه في عدّة مناسبات، فلماذا لم يُسلّم نفسه لهم منذ البداية !؟ لماذا هذا التّأخير الذي يكلّف الإنسانيّة العناء الشّديد، لماذا أصرّ المسيح على إطالة معاناة البشريّة التي تنتظر فداءها بفارغ الصّبر، فهلاّ أسرع في إنقاذها بقوله لليهود: “من فضلكم خذوني وارجموني واصلبوني من أجلكم أيّها الخاطئون ثقيلو الأحمال !” لكن نرى المسيح في الإنجيل، من خلال تلك الآيات كأنّه يريد ترك الفداء البطوليّ إلى آخر الفيلم، وما فائدة فيلم يموت البطل في أوّله !، لقد أصرّ المسيح على اللّعب مع اليهود لعبة ‘السّارق و الشّرطيّ’ وتقاعس عن أداء واجبه الذي كلّف به !؟
سيجيب أيّ قسّ عن هذا المنطق بأنّ ساعة المسيح لم تكن قد حانت بعد، فعندما تأتي ساعته يسلّم نفسه لليهود والرّومان بكلّ هدوء وبرودة أعصاب وبلا خوف ولا وجل من رعب الصّلب وأفعى الموت !.. فهل حدث هذا، وهل جاءت تلك السّاعة!؟
رغم أنّ النّصارى يقولون بحدوث ذلك ومجيء تلك السّاعة، إلاّ أنّ روايات الأناجيل عن آخر ساعات المسيح على هذه الأرض تعصف بفكرة الفداء وتجعلها قاعًا صفصفًا، وتحكم على الكفّارة بالخرافة المحضة، وتعال – أيّها القارئ الموضوعيّ – نتابع سلوك رجل يريد أن يموت بكلّ قواه من أجل الآخرين في آخر لحظات حياته كما ترويها الأناجيل الأربعة.
عندما اقتربت ساعة القبض على المسيح قال لتلاميذه: (عندما أرسلتكم بلا مال ولا كيس ولا حذاء هل احتجتم إلى شيء؟ قالوا: لا، فقال لهم: أمّا الآن فمن عنده مال فليأخذه، أو كيس فليحمله، ومن لا سيف عنده فليبع ثوبه ويشتر سيفًا… فقالوا: يا ربّ معنا هنا سيفان، فأجابهم يكفي)( ).
يأمر المسيح تلاميذه بالتزوّد بالمال، وبيع ثيابهم لشراء السّيوف، فالمال قد يساعدهم في التسلّح والدّعم اللّوجيستي، وفعلاً امتلك التّلاميذ سيفين، ولو كان باستطاعتهم اقتناء أكثر من ذلك لفعلوا، ولو كان المسيح في عصرنا لأمر أتباعه بشراء القنابل والبنادق الرشّاشة… وما فائدة السّيوف يا ترى التي يأمر المسيح باقتنائها، هل هي سيوف للزّينة والدّيكور، أم كما يقول أحمد ديدات لنزع قشر الموز والبرتقال!!
السّيوف لم تصنع لذلك، فقد كانت الدّعوة لاقتنائها استنفارًا عامًّا قبل أن يداهم اليهود التّلاميذ، وقد ظنّ المسيح أنّ التّلاميذ الأحد عشر الأقوياء الأشاوس – مزوّدين بالسّيفين والعصيّ – قادرون على ردّ عدوان شرذمة من حرس اليهود، فلم يكن المسيح عالمًا بأنّ اليهود سيستعينون بجنود الرّومان.
وما يزال السّؤال مطروحًا، الذي يأتي حقًّا لتسليم نفسه للموت كالنّعجة المسالمة والخروف الوديع ماذا عساه أن يفعل بالسّيوف، أجيبوا أيّها القساوسة !؟.
(ثمّ جاء يسوع مع تلاميذه إلى موضع اسمه جتسماني فقال لهم: اقعدوا هنا حتّى أذهب وأصلّي هناك وأخذ معه بطرس وابني زبدي.. ثمّ قال لهم: انتظروا هنا واسهروا معي)( ).
يقول أحمد ديدات في تعليقه على هذه الآيات في كتابه (مسألة صلب المسيح بين الحقيقة والخيال): » ولستَ بحاجة إلى عبقريّة عسكريّة، لكي تدرك أنّ المسيح يوزّع قوّاته كأستاذ في فنّ التّكتيك… والسّؤال الذي يفرض نفسه على أيّ مفكّر هو لماذا ذهبوا جميعًا إلى ذلك البستان؟ ألكي يصلّوا؟ ألم يكونوا يستطيعون الصّلاة في تلك الحجرة( )؟ ألم يكونوا يستطيعون الذّهاب إلى هيكل سليمان، ولقد كان على مرمى حجر منهم وذلك لو كانت الصّلاة هي هدفهم؟ كلاّ ! لقد ذهبوا إلى البستان ليكونوا في موقف أفضل بالنّسبة لموضوع الدّفاع عن أنفسهم!. ولاحظ أيضًا أنّ المسيح لم يأخذ الثّمانية لكي يصلّوا معه إنّه يضعهم بطريقة استراتيجيّة في مدخل البستان، مدجّجين بالسّلاح كما يقتضي موقف الدّفاع والكفاح.. لقد وزّع ثمانية لدى مدخل البستان، والآن على أولئك الشّجعان الأشاوس الثّلاثة – مسلّحين بالسّيفين – أن يتربّصوا ويراقبوا ويقوموا بالحراسة!، الصّورة هكذا مفعمة بالحيويّة، إنّ يسوع لا يدع شيئًا نُعمل فيه خيالنا«.
ويستمرّ الإنجيل في سرده آخر تفاصيل حياة المسيح فيذكر عن ملابسات اعتقاله (وأخذ معه بطرس ويعقوب ويوحنّا، وبدأ يشعر بالرّهبة والكآبة، فقال لهم: نفسي حزينة حتّى الموت انتظروا هنا واسهروا! وابتعد قليلاً ووقع إلى الأرض يصلّي حتّى تعبر عنه ساعة الألم إن كان ممكنًا فقال أبي، يا أبي ! أنت قادر على كلّ شيء، فابعد عنّي هذه الكأس، ولكن لا كما أنا أريد بل كما أنت تريد)( )، ويقول متّى إنّ المسيح صلّى تلك الصّلاة المفعمة بالعواطف ثلاث مرّات، في حين يضيف لوقا بعض التّفاصيل الدراميّة في هذا المشهد؛ فيقول: (وابتعد عنهم مسافة رمية حجر ووقع على ركبتيه وصلّى فقال: يا أبي، إن شئت، فأبعد عنّي هذه الكأس !، ولكن لتكن إرادتك لا إرادتي، وظهر له ملاك من السّماء يقوّيه، ووقع في ضيق فأجهد نفسه في الصّلاة، وكان عرقه مثل قطرات دم تتساقط على الأرض)( ).
يا له من موقف تتقطّع له الأكباد حزنًا وضحكًا، لم أعد أفهم شيئًا، أين سيصنف نقّاد أفلام السّينما هذا المشهد، مع المشاهد الدّراميّة أم الكوميديّة!؟ فإنّ من المفترض أنّ المسيح ُقدّر له بقضاء الله قبل ميلاد آدم صاحب الخطيئة أن يموت من أجل البشريّة طواعية، وكان من المتّفق أن يتأنّس الله وينزل إلينا ويصبح واحدًا منّا ليُسلّم نفسه فيموت عنّا، لكنّ المسيح يفاجئ الجميع في هذه الآيات عندما يدعو الله أن يجيز عنه تلك الكأس، ويطمع أن يعفيه الله من تلك الآلام ومن تلك المهمّة، إن كان ممكنًا، لقد وقّع المسيح على صفقة إعدامه قبل آلاف السّنين، فلماذا يراوغ الآن ويحاول التهرّب من تنفيذ الصّفقة – طبعًا إن كان ممكنًا – هل أدرك المسيح أنّ هذه الصّفقة كانت خاسرة، أم أنّ الله جعله يوقّع على بياض ثمّ …؟ أم أنّ المسيح الذي وظّفه الله لتلك المهمّة الفدائيّة لم يكن مطّلعًا على تعليمات الوظيفة التي تقلّدها؟ فبماذا يمكن تفسير الحزن والكآبة والرهبة، وقطرات عرق كالدم، والبكاء، والصّلاة، والدّعاء بالنّجاة…؟
إنّ الأقنوم( ) الثّاني “المسيح” كان له رأي آخر مخالف لرأي الأقنوم الأوّل “الأب” في معالجة قضيّة الخطيئة، لكن يبدو أنّ الأقنوم الأوّل فرض رأيه ونفذ إرادته بلا مشاورة الأقنوم الثّاني، وأتساءل لماذا يكفِّر الله خطيئة البشر بتقديم غيره كفداء؟
إنّ المسيح كغيره من الأنبياء لم يكن يؤمن بعقيدة الخطيئة، ولا بحاجة البشريّة لتكفيرها، فقد رفض بتصرّفاته الفداء، فلماذا يجبره الله على فعل شيء لا يريده؟ لماذا لم يقدّم الأب حينها نفسه للفداء بدل ابنه؟ فما ذنب المسيح حتّى يقاسي كلّ تلك الآلام وهو يصرخ ويصيح ويتألّم؟ في حين أنّ آدم الذي أكل من الشّجرة يتنعّم في الجنّة بعد رفع الخطيئة عنه.
masry said
مصلوب غصبا عنه: نعود مرّة أخرى للسّاعات الأخيرة للمسيح على الأرض، لقد صوّرت الأناجيل المسيح المخلّص بصفات مزرية، وهي لا تشرّفه، بل هي عارٌ وعيب في حقّ المجاهدين والأبطال، الذين يصلّون ويدعون الله أن ينالوا الشّهادة في سبيله، وكم من مسلم يتمنّى الشّهادة، وعندما يلقاها يحسده عليها المخلصون من أصحابه ويتمنّون لو كانوا مكانه، أمّا المسيح هنا فهو يبكي كالمرأة الضّعيفة، ويدعو ويصلّي حتّى ينقذه الله من أيدي اليهود، أي منطق هذا؟ لماذا يصرّ الله على تعذيب المسيح بتخويفه وإرهابه، ألا يقدر الله على إرسال رجل !؟ ألم يكن قادرًا على فداء النّاس بفاد أكثر عزيمة وأقوى شكيمة بدل هذا الجبان البكّاء( ).
ويعلّق أحمد ديدات على هذا الوضع المؤسف للمسيح إزاء الكفّارة في الكتاب السّابق تحت عنوان “مضحٍّ على الرّغم منه “: » لو كانت تلك هي خطّة الله في التّكفير عن خطايا البشر “موت المسيح” فإنّ الله – وحاشا لله – يكون – وفق النّصارى – قد تنكب الصّواب، إنّ الممثّل الشّخصيّ للّه كان حريصًا على ألاّ يموت، فهو يصرخ ! يتباكى ! يعرق !يجأر بالشّكوى !على النّقيض من أشخاص مثل القائد الإنجليزيّ لورد نلسون، بطل الحرب الذي قال لشبح الموت – فيما يروي -: “شكرًا لله، لقد أديّت واجبي” .. لقد كان يسوع – كما يصوّره النّصارى – ضحيّة راغبة عن التّضحية، ولو كانت تلك هي خطة الله أو مشيئته من أجل الخلاص، فإنّها إذن خطّة أو مشيئة لا قلب لها، كانت عمليّة اغتيال بالدّرجة الأولى، ولم تكن خلاصًا قائمًا على أساس من تضحية تطوّعيّة«.
ومن محاولات المسيح كذلك للنّجاة من الموت أنّه حاول الهرب من أيدي أعدائه، ومغادرة المكان الذي حاصره فيه اليهود ليلة القبض عليه إذ يذكر عن المسيح قوله: ( قوموا ننصرف اقترب الذي يسلّمني)( ).
ولمّا رأى المسيح أنّ قوى اليهود كانت أكبر ممّا توقّع أعرض عن فكرة المقاومة، وطلب من تلاميذه مغادرة المكان، لكنّ اليهود باغتوهم في آخر لحظة، وحدثت مناوشات (وكان سمعان بطرس يحمل سيفًا، فاستلّه وضرب خادم رئيس الكهنة فقطع أذنه اليمنى …)( )، والسّؤال المطروح لماذا أحضر المسيح معه تلاميذه الأحد عشر إلى البستان فلقد كان عازمًا على الاستسلام، فلماذا لم يذهب وحده !! ؟
نعود إلى صراخ المسيح في تلك اللّيلة الرّهيبة، وإلى تضرّعاته وصلواته حتّى يصرف الله عنه تلك السّاعة العصيبة، يقول لوقا على لسان المسيح: (قال يا أبي، إن شئت فأبعد عنّي هذه الكأس! ولكن لتكن إرادتك لا إرادتي، وظهر له ملاك من السّماء يقوّيه)( )، فما هو دور هذا الملاك الذي ظهر فجأة ليقوّي المسيح، وبماذا يقوّيه ولماذا؟، هل يحتاج الإله المتجسّد إلى دعم من ملاك مخلوق، أم أنّ هذا الملاك جاء لإقناع المسيح بنبل عمله البطوليّ، وتذكيره بواجبه!؟
نحن لا نفهم هذه الآية بهذه الطّريقة، لقد كان المسيح نبيًّا من الأنبياء، دعا الله في حالة الشدّة، فأرسل الله إليه ملاكًا يرشده إلى الصّبر ويعدّه بالنّصر، ويبشّره بالنّجاة من الموت، وقد نجّاه لتقواه ولكونه من عباد الله الصّالحين؛ قال تعالى: كتب الله لأغلبنّ أنا ورسلي إنّ الله قويّ عزيز المجادلة 21، وجاء هذا المعنى بشكل واضح في رسالة بولس للعبرانيّين، الذي ذكر أنّ الله سمع للمسيح دعاءه وأنقذه في ساعة المحنة لتقواه، قال بولس: (وهو الذي في أيّام حياته البشريّة رفع الصّلوات والتضرّعات بصراخ شديد، ودموع إلى الله القادر أن يخلّصه من الموت، فاستجاب له لتقواه)( )، وهذا دليل آخر على نجاة المسيح من الصّلب، وأنّه لم يأت للانتحار بسبب تفّاحة أكلت قبل آلاف السّنين، قال الله تعالى وقولهم إنّا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبّه لهم، وإنّ الذين اختلفوا فيه لفي شكّ منه، ما لهم به من علم إلاّ إتباع الظنّ وما قتلوه يقينًا، بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزًا حكيمًا النّساء 157 – 158.
ورنّم داود في المزامير: ( الآن عرفت أنّ الربّ مخلص مسيحه يستجيب له من سماء قدسه بجبروته خلاص يمينه )( ).
وبعد اعتقال المسيح، قُدّم للمحاكمة في عدّة مجالس عند اليهود والرّومان، ويتناقض روّاة الأناجيل الأربعة تناقضًا خطيرًا في وصف المحاكمات، فبينما يعمل متّى على إبراز المسيح في تلك المحاكمات كنعجة مستسلمة، وخروف وديع، لا يدافع عن نفسه، ولا يُعارض أعداءه اليهود فيما ينسبونه إليه من زوّر و بهتان، ولا ينبس ببنت شفة، حين يُضرب ويُجلد، ويصدر عليه حكم الإعدام، استنادًا لبشارة إشعياء (و لم يفتح فاه كشاة تساق إلى الذّبح وكنعجة صامتة أمام جازريها فلم يفتح فاه)( )، قال متّى: (وكان رؤساء الكهنة والشّيوخ يتّهمونه، فلا يجيب بشيء، فقال بيلاطس أما تسمع ما يشهدون به عليك؟ فما أجابه يسوع عن شيء، حتّى تعجّب الحاكم كثيرًا)( ).
ويفاجئنا مرقس ولوقا ويوحنّا برواية تفاصيل أخرى، مخالفة لرواية متّى، فجعلوا المسيح يدافع عن نفسه ببراعة فائقة؛ قال مرقس: (فقام رئيس الكهنة في وسط المجلس وسأل يسوع: أما تجيب بشيء؟ ما هذا الذي يشهدون به عليك؟ فظلّ ساكتًا لا يقول كلمة، فسأله رئيس الكهنة أيضًا، وقال له أأنت المسيح ابن المبارك؟، فقال يسوع أنا هو، وسوف تبصرون ابن الإنسان جالسًا عن يمين القوّة وآتيا في سحاب السّماء)( )، وقال لوقا عن أحداث المحاكمة: (وقالوا له إن كنت المسيح، فقل لنا، فأجابهم إن قلت لكم لا تصدّقون، وإن سألتكم لا تجيبون ولا تخلون سبيلي، لكنّ ابن الإنسان سيجلس بعد اليوم عن يمين الله، فقالوا كلّهم أأنت ابن الله !؟ فأجابهم: أنتم تقولون إنّي أنا هو، فقالوا أنحتاج بعد إلى شهود؟ ونحن بأنفسنا سمعنا كلامه من فمه)( ).
فاليهود يرفضون الحقّ مهما كان جواب المسيح، لذا لا فائدة من أن يجيب المسيح الذي يعرف موقف اليهود منه مسبقًا، ولم يخف اعتقاده بتعصّبهم ضدّه وحرصهم على إيذائه، أمّا يوحنّا فهو يقدّم تفاصيل أكثر إثارة في دفاع المسيح عن نفسه في أثناء المحاكمات، ويستحقّ المسيح أن يصنّف في سلك المحامين البارزين لو كان في عصرنا.
وتأمّل معي هذا النصّ بكامله: (وسأل رئيس الكهنة يسوع عن تلاميذه وتعليمه، فأجابه يسوع: كلمتُ الناس علانية وعلّمت دائمًا في المجامع وفي الهيكل حيث يجتمع اليهود كلّهم، وما قلت شيئًا واحدًا في الخفية، فلماذا تسألني؟ إسأل الذين سمعوني عمّا كلّمتهم به، فهم يعرفون ما قلت، فلما قال يسوع هذا الكلام، لطمه واحدٌ من الحرس كان بجانبه وقال له: أهكذا تجيب رئيس الكهنة؟ فأجابه يسوع: إن كنتُ أخطأت في الكلام، فقل لي أين الخطأ؟ وإن كنت أصبت، فلماذا تضربني ؟)( ).
لقد فتح المسيح فاه مرات ومرات ودافع عن نفسه بجدارة فبطلت نبوة اشعياء وبطل استشهاد متى بها.
إنّ دفاع المسيح عن نفسه في هذا النصّ يعصف بادّعاءات متّى وإشعياء، فيما إذا كان المسيح فتح فاه أو لا، ودافع عن نفسه أم بقي ساكتًا !، ألم يطّلع متّى على تلك الكلمات، أم أنّها وردت من المسيح كتابيًّا، وليس شفهيًّا ليقال إنّه لم يفتح فاه !؟
ولنتأمّل حجج المسيح في دفاعه عن نفسه، إنّه يخبر رئيس الكهنة بأنّه ليس عنده ما يخيفه، لأنّ دعوته واضحة ومعلنة، فهو يدعو النّاس للعمل بالنّاموس وعبادة الله لا شريك له، فأيّ محاولة لإيذائه ستكون بلا ريب محاربة للدّين وعدوانًا على الله، وعندما لطمه ذلك الجنديّ دافع المسيح عن ذاته ورفض أن يُضرب من غير ذنب، وإذا كان المسيح يعلم أنّه سيموت ويعدم، فما فائدة العناء في الردّ على لطمة جنديّ؟.
إنّ المسيح رجل يحبّ الحياة، كما نحبّها، وتأخذه الغيرة على نفسه ويتأثّر نفسيًّا ووجدانيًّا للطمة فضلاً عن صلب وإعدام، ولا غرابة في ذلك لمن علم أنّ المسيح رجل أرسله الله لهداية البشريّة يصيبه ما يصيب النّاس، ويتألّم كما يتألّم النّاس، وليس إلهًا يتلقّى اللكلمات واللّطمات من جنديّ حقير.
وفي مشهد آخر داخل محكمة أخرى لدى بيلاطس، فتح المسيح فاه مرّات ومرّات مدافعًا عن حقّه في الحياة، واعتبر نفسه بريئًا من كلّ تهمة ألصقت به (فعاد بيلاطس إلى قصر الحاكم ودعا يسوع وقال له: أأنت ملك اليهود؟ فأجابه يسوع: هذا من عندك، أم قاله لك آخرون، فقال بيلاطس: أيهوديّ أنا !؟ شعبك ورؤساء الكهنة أسلموك إليّ فماذا فعلت؟ أجابه يسوع ما مملكتي من هذا العالم، لو كانت مملكتي من هذا العالم، لدافع عنّي أتباعي حتّى لا أسلَّم إلى اليهود، لا، ما مملكتي من هنا، فقال بيلاطس: أملِك أنت، إذن؟ أجابه يسوع: أنت تقول إنّي ملك، أنا وُلدت وجئت إلى العالم حتّى أشهد للحقّ، فمن كان من أبناء الحقّ يستمع إلى صوتي، فقال له بيلاطس: ما هو الحقّ؟، قال هذا وخرج ثانية إلى اليهود وقال لهم: لا أجد سببًا للحكم عليه)( ).
وعلى الرّغم أنّ اليهود ورؤساءهم اتّهموا المسيح بتهم سياسيّة باطلة وأحضروا شهود زور، وأوغروا صدر بيلاطس عليه، وورّطوه بتهم تتعلّق بأمن الدّولة، مثل ادّعائه الملك على اليهود، ومحاولته التمرّد على السّلطة الرّومانيّة، والثّورة على الأوضاع في فلسطين، وهي تُهم يعاقب بها السّلاطين والملوك عادة بالإعدام أو السّجن المؤبّد على الأقلّ، إلاّ أنّنا نرى بيلاطس ينصت إلى دفاع المتّهم، وينظر في حججه فيقتنع مرّة بعد مرّة ببراءته، حتّى إنّه رفض بشدّة صلب المسيح (ها أنا أخرجه إليكم لتعرفوا أنّي ما وجدت شيئًا للحكم عليه)( )، وإضافة إلى تلك التّهم الخطيرة زادوا عليها تهمًا دينيّة كادّعاء المسيح الألوهيّة أو بنوّة الله، أو التّجديف على الله .. إلخ، ولكنّ المسيح أقنع بيلاطس مرّة تلو أخرى ببراءته من تلك الاتّهامات الملفّقة، فقال بيلاطس: (أي شرّ فعل هذا الرّجل لا أجد عليه ما يستوجب الموت فسأجلده وأخلي سبيله)( )، لكنّ اليهود رفضوا، وأبوا إلاّ أن يصلب (فلمّا رأى بيلاطس أنّه ما استفاد شيئًا، بل اشتدّ الاضطراب أخذ ماءً و غسل يديه أمام الجموع وقال: أنا بريء من دم هذا الرّجل الصّالح !دبّروا أنتم أمره)( ).
لو كان المسيح ساكنًا صامتًا مغلق الفم، فهل تراه يقنع سكوته بيلاطس! لقد دافع المسيح عن نفسه وردّ التّهم جميعها، ممّا جعل بيلاطس يقتنع تمام الاقتناع بصلاحه، وكونه ضحيّة لليهود، فحاول إنقاذه عدّة مرّات، ولو كان المسيح يريد حقيقة الموت على يد بيلاطس بإيعاز من اليهود، فلماذا لم يسكت في تلك المحاكمات، ولماذا يدافع ويتكلّم، ولماذا لم يقرّ بالتّهم فيريح ويستريح!؟
لماذا لم يقلها مدويّة لبيلاطس، ‘نعم أنا ملك اليهود جئت لأخلّص الشّعب الإسرائيليّ من اضطهاد الرّومان، نحن لا نريدكم في بلادنا، عودوا من حيث جئتم أيّها الرّومان الكفّار المستعمرون’، فحينها سيأمر بيلاطس بإحضار المقصلة ليرى رأس المسيح يطير في الهواء بلا انتظار ولا تضييع وقت، لكنّ المسيح أخفى تلك التّهم، التي كان بعضها صحيحًا – في زعم الأناجيل –( ) ويستمرّ في إصراره على لعب لعبة “السّارق والشّرطيّ “.
لقد بدأت أشعر أنّ الحديث عن الكفّارة طال عمّا توقّعته وما يزال في جعبتي الكثير، لكن سأعمل على اختصار ما تبقّى، وأنتقل مباشرة إلى يوم “الجمعة الحزين”، وإلى المسيح وهو على الصّليب، في تلك اللّحظات المثيرة، في آخر السّاعات بل الدّقائق بل الثّواني يتلفّظ المسيح بكلمات قليلة أثبت فيها أنّه ضحيّة مؤامرة شارك فيها الثّالوث ‘الله واليهود والرّومان’ وليس للمسيح فيها ناقة ولا جمل.
كلمات عصفت بالخطيئة والكفّارة والفداء والتجسّد.
كلمات كشفت أدران القساوسة.
كلمات فضحت تعاليم الإنجيل والكنيسة.
فما هي تلك الكلمات؟
قال متّى: (وعند الظّهر خيّم على الأرض كلّها ظلام حتّى السّاعة الثّالثة، ونحو السّاعة الثّالثة صرخ يسوع بصوت عظيم: إيلي، إيلي لماذا شبقتني؟ أي إلهي، إلهي لماذا تركتني؟)( )، في حزن وكآبة وضجر يصرخ المسيح بصوت عظيم قائلاً لماذا تركتني !؟
إلهي لماذا تركتني أموت !؟
لماذا تركتني أقتل على يد اليهود، أنا الذي لم أعمل خطيئة !؟
لماذا تركتني لهذا المصير، وتلك النّهاية!؟
لماذا تركتني وحدي أتعذّب وأتألّم، أنا الذي مجّدتك !؟
لماذا تركتني، أنا ابنك الوحيد، فأين رحمتك بابنك !؟
لماذا تركتني أصلب بغير ذنب ارتكبته !؟
لماذا تركتني أُقتل، لا أريد أن أموت من أجل أحد ولا كفّارةً
عن أحد.
أريد أن أعيش، أريد أن أعيش …
“إلهي لماذا تركتني” كلمات تتحدّث بنفسها عن نفسها لتخبرنا بأنّ “صلب المسيح كفّارة عن خطيئة البشريّة” أكبر أكذوبة في التّاريخ، وأخطر خرافة أضلّت الملايين من البشر بدل إنقاذهم من الشرّ.
(وعند الظّهر خيّم على الأرض كلّها ظلام حتّى السّاعة الثّالثة)( )، ثمّ (انشق حجاب الهيكل شطرين من أعلى إلى أسفل، وتزلزلت الأرض وتشقّقت الصّخور وانفتحت القبور، فقامت أجساد كثير من القدّيسين الرّاقدين، وبعد قيامة يسوع، خرجوا من القبور ودخلوا إلى المدينة المقدّسة وظهروا لكثير من النّاس)( )، لقد ختمت الظّلمة وانشقاق الهيكل والزّلزال… مشهد الصّلب وكأنّ هذه الأحداث المريعة جاءت لتعبّر عن فرحة وسرور ورضى الله بموت ابنه الوحيد، وتُعدّ الفرحة الغامرة بالزّلازل والظّلمة وانشقاق الصّخور، بدل تفتح الورود وزقزقة العصافير، ونسيم فجر جديد .. سابقة في عالم السّرور والرّضى! و راح التّلاميذ والنّساء يعبّرون عن فرحتهم بإنقاذ البشريّة بتلك السّابقة على غرار فرحة ربّهم ! يقول الكتاب المقدّس: (وتبعه جمهور كبير من الشّعب ومن نساء كنّ يلطمن صدورهنّ وينحن عليه)( )، (وبعدما قام يسوع في صباح الأحد، ظهر أوّلاً لمريم المجدليّة( ) التي أخرج منها سبعة شياطين، فذهبت وأخبرت تلاميذه وكانوا ينوحون ويبكون)( )، ويبدو أنّ النّساء والتّلاميذ لم يكونوا قد علموا بضرورة موت المسيح، وقتل المسيح على يد الرّومان بإيعاز من اليهود، هؤلاء الذين يحار المرء أين يضعهم، في زمرة القتلة والمجرمين والكفّار الطّالحين، لصلبهم المسيح ظلمًا وعدوانًا أم في زمرة المتّقين الصّالحين لتنفيذهم أمر الله ومراده
masry said