الإسلام و العالم

بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ

بشارات النبى الخاتم فى التوراة والانجيل والقرآن ـ الجزء التاسع

الباراقليط بشر ورسول من عند الله!!

 

كتبه/ مسلم عبد الله أبو عمر

في الجزء السابق أثبتنا بالأدلة أن البارقليط ليس هو الروح القدس كما يدعي النصارى. في هذا الجزء سنثبت بإذن الله أن الباراقليط بشر ورسول من عند الله وأن الباراقليط كان معروفاً لدى الكنيسة فى العصور الاولى وعند الناس أنه بشر سيأتى من عند الله كرسول وقد كانوا ينتظرونه!!

وهذه هي الأدلة:

1) الباراقليط الاتى بشر وليس روح القدس ,يؤيد هذا اللغة نفسها التى أٌستٌخدمت والتى ثبتت فى النص اليونانى بكل مخطوطاته تقريباً فالمسيح يقول فى يوحنا 16:14 –معزياً أخر-:

استخدم النص اليونانى كلمة αλλος allos للتعبير عن أخر وفى الانجليزية نجدها فى كل النصوص another وهى كلمة من حيث اللغة تٌعبِر عن أخر لكنه من نفس النوع فيقال :أٌرسِل لك رجلًٌ أخر, يٌفهم أن الاول كان رجلاً أيضاً وهكذا,

السؤال :هل كان المسيح عليه السلام عندما كان يٌخاطب التلاميذ بهذا الكلام وقبله هل كان بشراً أم شيئاً أخر؟ كل النصارى تقول أن المسيح كان مع الناس بشراً ويٌعبِرون بهذا بلفظة مٌستحدثة وهى : الناسوت أى المتأنس ,متخذ هيئة الانس,

حسناً عندما كان يتكلم المسيح مع تلاميذه فى هذا العشاء الاخير وقال لهم هذا الكلام, هل كان متأنس؟ أى فى ناسوته أم كان يكلمهم فى هيئة الله الحقيقية؟؟ بالطبع كان ناسوتاً بشراً , والدليل أنه أكل معهم وشرب فى هذا العشاء الاخير, إذا هذا الاخر الذى سيطلبه المسيح من الله ليرسله للعالم من بعده سيكون مثله أى بشراً أيضاً .

كما أن لفظة أخر تدل على ان المسيح كان باراقليطاً أيضاً ( وإلا فمن كان الباراقليط الاول؟) ,يشهد لهذا الكلام ما جاء فى رسالة يوحنا الاولى اصحاح 2 عدد 1: يا اولادي اكتب اليكم هذا لكي لا تخطئوا و ان اخطا احد فلنا شفيع عند الاب يسوع المسيح البار, إذا المسيح كان بارقليطاً وسيطلب لهم من الله باراقليطاً اخر.لا يحتاج الأمر إلى أن تكون حامل للدكتوراه فى اللاهوت المٌقارن أو تم رسمك أسقفاً لتفهم على ضوء النصين , نص كلام المسيح عن الباراقليط الاخر ونص رسالة يوحنا بأن المقصود هو واحد أخر مثلما كان المسيح معهم بشراً , فقد كان المسيح باراقليطاً وسيسأل الاب أن يٌرسل لهم باراقليطاً أخر.

2) الباراقليط بشر وليس روح القدس و يؤيد هذا الكلام أيضاً:

أ) ما ورد فى وثيقة كنيسة فينا ليوسابيوس القيصرى تحكى عن رجل أسمه: فيتوس أيب اجاتوس وانه وصف بانه البارقليط لانه دافع عن المتهمين من المسيحيين وقتها مما يدل على أن الاباء الاوائل للكنيسة كانوا يفهمون الباراقليط على انه بشر وألا ما اطلقوا على أجاتوس بانه: اجاتوس الباراقليطى.(بتصرف من كتاب بيركليت اسم نبى الاسلام-أحمد حجازى السقا ص 40)

ب) منتنس النصرانى ,عام 177م ,كان معروف عنه الصلاح والتقوى فادعى أنه الباراقليط القادم الذى بشر به المسيح عليه السلام وتبعه جمع غفير , وقد ذكره وليم ميور فى تاريخه فى كتاب طبع بالاردية عام 1848م (بتصرف من كتاب إظهار الحق –رحمة الله الهندى –بشارة الفاراقليط)

والشاهد هنا من المثالين السابقين: أنه كان معروفاً لدى الكنيسة والعامة أن الباراقليط القادم الذى ينتظره الناس ,هو بشراً وإلا ما جرؤ أحد على ادعاء ذلك من الاساس! إذ كيف يدعى أحد أنه الباراقليط المٌنتظر وهو قد جاء بالفعل منذ قرون!!!

وهذا يشبه نوعاً ما عندما يأتى الأن احدهم ويدعى أنه المهدى مثلاً الذى بشر به النبى محمد صلى الله عليه وسلم, فلو أننا لا نؤمن بأن هناك مهدى سيٌقاتل معه المسلمون تحت راية واحدة اليهود وغيرهم فى اخر الزمان, ما تجرأ أى إنسان وأدعى أنه هو المهدى المنتظر,فبغض النظر عن صدق من أدعى من كذبه ,ما ادعاه له أصل وهذا هو الشاهد ومٌرادٌنا, فلو كان الباراقليط معروف عند الكنيسة منذ العهد الاول وعند العامة أنه الروح القدس وأنه جاء بالفعل بعد عشرة ايام من مغادرة المسيح, ما كان يقدر أباء الكنيسة على وصف أجاتوس بانه باراقليط من باب المدح له وإلا سيكون تجديفاً على الروح القدس , كما سيكون إدعاء هؤلاء (وهم كثير ذكرنا منهم مثال واحد فقط) بأنهم الباراقليط المنتظر أشبه بإضحوكة لاتجعل الكنيسة تهتم بها كثيراً ,إذ يكفيها فقط توضيح الحقيقة للناس فيعرفون أن هذا المٌدعى يهذى أو أصابته لوثة,كمن يدعى الأن أنه موسى عليه السلام مثلاً,هل يجد هذا أى صدى فى عقول الناس اليوم؟لا ,لماذا لا؟ ببساطة لأن موسى عليه السلام قد جاء بالفعل! لذا نقول وبالله التوفيق أن الباراقليط كان معروفاً لدى الكنيسة فى العصور الاولى وعند الناس أنه بشر, سيأتى من عند الله كرسول , وكان أهل الكتاب ينتظرونه ,منهم ورقة بن نوفل ابن عم السيدة خديجة زوج النبى صلى الله عليه وسلم, لما رأى النبى صلى الله عليه وسلم وعرف قصته مع الوحى, امن وصَدق وتأكد لديه أنه هو الأتى المٌبشَر به فى الكتاب عنده, وكان يقرأ العبرانية والعهد الجديد أيضاً , ومات ولم يكن قد نزل من القران إلا خمس ايات فقط!!

3) افتتاح الكلام من المسيح باهمية حفظ وصاياه وربطها بالحب يدل على أن الاتى بشر وليس روح القدس ,إذ أن الروح القدس يؤمن بها التلاميذ ولا يستوجب التوصية من المسيح عليه السلام لهم كى يقبلوه, بل أن تأثير الروح القدس لا يحتاج لتوصية, فما حدث للتلاميذ يوم الخمسين, ونزول الروح القدس عليهم فى شكل السنة نارية (اعمال2/1-4 ) لا يٌتصور معه أى مخالفة أو تكذيب!!

4) ثبوت الفاظ خاصة ببشرية الاتى إذ هو يسمع ويتكلم وهى من صفات البشر, وهو من أقوى الادلة على أن الباراقليط بشر.

5) إتفاق القوم على ترجمة الباراقليط بأنه: شخص يٌستدعى للمساعدة ,فيه بيان قاطع على بشرية الذى بشر به المسيح عليه السلام من بعده, ولايصح أن نقول بعد هذه الترجمة التى اتفق عليها علماؤهم بأن الباراقليط هو الروح القدس.

 

في الجزء القادم بإذن الله نثبت بالأدلة القاطعة

أن الباراقليط الذي بشر به المسيح عليه السلام

هو النبى الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم

 

 

أضف تعليق