الإسلام و العالم

بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ

زكريا بطرس ووثيقة الراهب بحيرا والتحريف كعقيدة نصرانية

 

ماذا يقول الكتاب الذي يستشهد به زكريا بطرس عن وثيقة بحيرا؟

ولماذا اضطر زكريا بطرس لتصحيح بعض ما جاء بها؟

ومن هو “عبد الأحد شابو” الذي كتب رسالة ماجستير عنها؟

 

“وثيقة الراهب بحيرا” هو موضوع مجموعة من حلقات زكريا بطرس عرض فيها دراسة بعنوان “The Christian Bahira Legend” أو “أسطورة بحيرا النصرانية” تأليف ريتشارد جوتهيل “Richard Gottheil” وكذلك رسالة ماجستير من جامعة برمنجهام للباحث “عبد الأحد شابو” وإستخدمهما كدليل على أن الراهب بحيرا إستخدم الرسول – صلى الله عليه وسلم – في نشر أفكاره وأنه – صلى الله عليه وسلم – كان يسأله في كل صغيرة وكبيرة وأن الراهب بحيرا هو الذي كتب القرآن الكريم!!!

وعندما عرض زكريا بطرس تلك الحلقات منذ عدة سنوات، طلبنا منه أن يحدد مكان تلك الوثيقة أو المخطوطة لمعرفة تاريخها وتحقيقها حيث أن كل ما عرضه زكريا بطرس عنها هو صفحات مكتوبة حديثاً وضعها على موقعه وعرض في حلقاته عناوين مواقع بحث على الانترنت لا يوجد بها أي معلومات عن تلك المخطوطة.

ومنذ عرض تلك الحلقات وطلبنا منه عرض معلومات عن تلك الوثيقة، لم يتطرق زكريا بطرس لها مرة أخرى وقام بسحب الصفحات التي وضعها على موقعه مما إعتبرناه إعترافاً ضمنياً منه بالكذب والتدليس. ولكن المفاجأة أن زكريا بطرس تجرأ وذكر تلك الوثيقة في حلقات جديدة معتقداً أن الموضوع قد نُسي. ورداً على ذلك وحتى لايتجرأ أحد على عرض هذا الإفتراء مرة أخرى، نفتح هذا الموضوع مرة أخرى لنثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الكذب والتحريف عقيدة نصرانية على مر التاريخ!!!

وخلال البحث عن أصل وثيقة الراهب بحيرا، تم الحصول على بحث “The Christian Bahira Legend” أو “أسطورة بحيرا النصرانية” لريتشارد جوتهيل “Richard Gottheil” وهو المرجع الأساسي لزكريا بطرس فيما يتعلق بتلك الوثيقة ووجدنا فيه عدة مفاجأت!! وإكتشفنا أن زكريا بطرس اضطر لتصحيح بعض ما جاء في الوثيقة لكي لا يثير بعض التساؤلات عن صحة ما جاء فيها. وإكتشفنا كذلك من هو الباحث “عبد الأحد شابو” الذي كتب رسالة ماجستير عنها وعرفنا سبب إخفاء زكريا بطرس لحقيقته!! 

نبدأ أولاً ببحث “The Christian Bahira Legend” أو “أسطورة بحيرا النصرانية” – وعنوانه يلخّص محتواه بأن قصة بحيرا ما هي إلا أسطورة نصرانية – فنجد أن مؤلفه ريتشارد جوتهيل “Richard Gottheil” يقول في مقدمته ما يلي:

النصوص التي أنشرها هنا دليل دقيق على كيف يمكن تحريف تراث تاريخي بغرض الهجوم على أفكار شخص آخر. قصة الراهب النصراني بحيرا ولقاءه مع محمد [صلى الله عليه وسلم] جُعلت أساساً لسلسلة من الرؤى النبوئية والنبوءات التي تهدف إلى إظهار أنه لم يكن هناك على الإطلاق أي شيء أصيل [أو جديد] في تعاليم النبي وأنه كان محتالاً لدوداً وأنه حُرٍّض على ممارسة هذا الاحتيال من قبل معلمه الذي رغب – بهذه الطريقة – في تعريف العرب الجاهلين بإله واحد. وهو شكل من أشكال الجدال اللاهوتي الذي ليس بالغريب في أدب العصور الوسطى. وقد أدت قصة حياة يسوع الملفقة (حياة يشوع) غرضاً مشابهاً إلى حد ما بالنسبة لليهود.

وهذه صورة لمقدمة الدراسة:

(إضغط على الصور لتكبيرها)

 

هذا ما ذكره مؤلف الكتاب الذي عرضه زكريا بطرس على الشاشة عدة مرات بطريقته المسرحية المعهودة وهو يؤكد أن ما نقله زكريا بطرس عن هذا الكتاب ما هو إلا كذب وتحريف نصراني مثله – كما ذكر المؤلف – مثل تأليف اليهود لقصص حول المسيح عليه السلام وإتهامهم الكاذب له أنه مهرطق وإبن زنا. وهذا النوع من الكذب والتدليس معهود من زكريا بطرس حيث كثيراً ما يقول أن مرجع إسلامي ما يذكر قصة مكذوبة أو إفتراء أو شبهة ونجد أن هذا المرجع يذكرهم لتكذيبهم أو الرد عليهم بينما نجد أن زكريا بطرس لا يذكر إلا الشبهة أو الإفتراء وكأن المرجع يؤيد ما يدعي. والأمثلة على ذلك كثيرة في سلسلة إثبات تدليس المدلس الجاهل زكريا بطرس.

وما ذكره المؤلف يثبت أيضاً أن الكذب والتحريف عقيدة نصرانية عبر التاريخ وما أكثر الأمثلة على ذلك منذ بداية النصرانية وإلى الآن. فقد شاهدنا كيف ألّفوا حديثاُ ونسبوه للرسول – صلى الله عليه وسلم – وكيف إدّعوا أن القرآن الكريم يذكر أن المسيح عليه السلام يعلم الساعة وشاهدنا البابا شنودة وهو يكذب على الشيخ الشعراوي. ولما لا والنصارى قد بنوا دينهم على الكذب والتحريف؛ فهم من كذبوا على الله بإشراكهم له المسيح عليه السلام في العبادة وهم من حرفوا الكتاب المقدس.

ومن المفارقات العجيبة أن مؤلف الكتاب “Richard Gottheil” ريتشارد جوتهيل (1862 – 1936) يهودي صهينوي وكان أول رئيس للإتحاد الأمريكي للصهاينة وساهم في الإجتماعات التي مهدت لإنشاء الكيان الصهيوني، وبالرغم من ذلك كان صادقاً في ذكر حقيقة ما ورد في المخطوطات التي ترجمها وأنها من تأليف النصارى. ذلك لأنه إحترم الأمانة العلمية وأصول البحث العلمي بالرغم من أن ذلك ربما يخالف دينه أو قناعته الشخصية. بينما على الجانب الآخر نجد أن زكريا بطرس لا يتصف بأي أمانة علمية فلم يذكر رأي المؤلف فيما ترجمه بل على العكس من ذلك كذب ودلس على المؤلف وإدعى أنه يؤكد صحة ما جاء في المخطوطات كما نشاهد في هذا الفيديو!!!

 

شاهدنا كيف دلس وكذب زكريا بطرس في نقله من الدراسة ولم يذكر رأي مؤلفها، بل وبكل تبجح يقول أنه ناقل لرأي العلماء وأن هذا ليس رأيه الشخصي. وهذا نموذج لتدليس زكريا بطرس الذي يدّعي أنه ينقل من المراجع بدقة، بينما هو يقوم بتحريف وتغيير ما ورد فيها. وشاهدنا أيضاً كيف يحرص زكريا بطرس على إثبات صدقه بعرض غلاف كتاب أو صفحات أو مواقع على شاشة التليفزيون وكأن مجرد فعل ذلك دليل على صحة ما يقول، وكأنه لا يمكن أن يعرض كتاب ويقول عكس ما فيه. ووسيلة الإثبات تلك لا تقنع إلا الجهلاء ومسلوبي العقل من الذين يقتنعون بكلامه. وزكريا بطرس على دراية كاملة بأن أمثال هؤلاء لا يقرأون ولا يراجعون ما يقول فيخدغهم بـ“غلاف كتاب”.

أما المخطوطات التي تمت ترجمتها في تلك الدراسة فقد ذكر المؤلف – كما نشاهد في الصور التالية -أنه درس ثلاثة مخطوطات سريانية وسبعة مخطوطات عربية. إثنتان من المخطوطات السريانية تعودان للقرن الثامن عشر وأقدمها تعود للقرن الرابع عشر على أقصى تقدير بينما الغالب أنها تعود للقرن السادس عشر. بينما معظم المخطوطات العربية تعود للفترة ما بين القرن الخامس عشر والسابع عشر وأقدمها يعود للقرن الثالث عشر. أي أن أقدم مخطوطة تمت كتابتها بعد حوالي ستة قرون من بعثة الرسول – صلى الله عليه وسلم. ولذلك من المضحك أن يطلب منا زكريا بطرس أن نقارن بين القرآن الكريم وبين محتواها لأنها ببساطة كتبت بعده بقرون ويمكن لأي شخص أن يؤلف قصة يضع في أحداثها أية نصوص كيفما شاء. فما الذي يمنع أن يقوم يتأليف قصة عن لقائه مع بولس ويجعله يعترف بأنه خدع النصارى وبأنه لقنه النصوص التي أضافها للإنجيل ويستشهد بها؟!

(إضغط على الصور لتكبيرها)

 

أما عن محتوى تلك المخطوطات فيقول جوتهيل أن هناك إختلافات فيما بينها وإضافات كثيرة أضيفت عبر الزمن. مما يدل على أن النصارى أضافوا لها وحرفوها على مدار السنين – وهي عادة النصارى في التحريف والكذب والتدليس والتنقيح تماماً مثلما يفعلون بالكتاب المقدس – مما يدل على عدم مصداقيتها . ولعل أبسط مثال على ذلك هو أن المؤلف المزعوم للقصة والذي قابل الراهب بحيرا يُدعى “إيشوعيب” “Ishoyabh” في المخطوطات السريانية بينما يُدعى “مرهب” في المخطوطات العربية!!!

 

وبالنظر إلى محتوى المخطوطات، نجد أن من كتبوها يجهلون كثيراً من أساسيات الإسلام كالصلاة والوضوء والإغتسال. فمثلاً تدعي المخطوطة أن الراهب بحيرا حدد للرسول – صلى الله عليه وسلم – عدد ركعات كل صلاة بثلاث ركعات!!! وحاول المؤلف ربط أركان الصلاة بالثالوث بطريقة متكلفة وساذجة وغبية لا علاقة لها بالواقع.

 

وكذلك الوضوء الذي وصفته المخطوطة بأنه مسح الرأس والأذن والفم مثل الثالوث والذي لا يتفق مع فرائض الوضوء التي وردت في سورة المائدة آية 6 { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ }.

 

والإغتسال أيضاً أخطأت في وصفه المخطوطة وذكرت أنه غسل الوجه واليد والأرجل مثل الثالوث أيضاً!!!

 

أما عدد ومواقيت الصلاة فحدث عن ما فيها من أخطاء ولا حرج: فالمخطوطة تقول أن بحيرا حدد للرسول – صلى الله عليه وسلم – سبع صلوات مثل النصارى وحدد أوقاتها بساعات ثابتة من النهار والليل. ويبدو أن مؤلف المخطوطة كان يجهل أن صلاة الصبح هي نفسها صلاة الفجر وأن صلاة الضحى سنة وليست فرضاً!!! وقد اضطر زكريا بطرس إلى تصحيح ذلك في حلقته حيث ذكر أن المخطوطة تذكر خمس صلوات وحددهم وحذف صلاتي الصبح والضحى – كما نشاهد في الفيديو التالي – حتى لا ينكشف خطأ ما ورد بالمخطوطة فتثير الشكوك حولها، وهو نوع من التنقيح المعتاد من النصارى. فلنشاهد الفيديو…

 

شاهدنا كيف حرّف زكريا بطرس بتبديل ودمج وحذف وإخفاء ما ورد في الوثيقة. ورأيناه وهو يقوم بحركة حواة بتبديل الورق الذي يقرأ منه بالمرجع الذي من المفترض أنه يسرد ما فيه “بحذافيره” على حد قوله.

وما يلي هو نص كلام زكريا بطرس لنقارنه بالنص الموجود في الوثيقة والمعروض في الصورة التالية ليكتشف الجميع كمّ التدليس الموجود في كلامه:

في صفحة 67 يقول الراهب بحيرا: ثم قال لي: كم أفرض عليهم من الصلاة في كل يوم، وهم قوم لم يعتادوا الصلاة. فقلت له: افرض عليهم سبع صلوات في كل يوم مثل النصارى. فقال لي: ما يطيقون. ولا يقدرون ولا يطيعونني، ولا يقبلون مني مثل هذا الكلام. فقلت له: إذن قصر لهم الصلاة ثلاث دفعات بركوع، وتكون خمس صلوات في اليوم الواحد كالآتي: أولها في أول ساعة من النهار يقال لها عندنا – نحن النصارى – “الصلاة الأولى”، فسمها أنت لهم “صلاة الفجر”. والثانية يقال لها عندنا “السادسة من النهار”، فسمها أنت لهم “صلاة الظهر”. والثالثة عندنا يقال لها “التاسعة من النهار” سمها أنت لهم “صلاة العصر”. والرابعة آخر النهار تسمى عندنا “الغروب” وسمها أنت لهم “صلاة المغرب”. والخامسة عندنا بعد المساء تسمى “صلاة النوم” سمها أنت “صلاة العشاء”.

 

وقد أخفى زكريا بطرس ما ذكرته المخطوطة بأن بحيرا جعل القبلة جهة الشرق في البداية – جهلاً من مؤلفها أنها كانت بيت المقدس – حتى لا يثير مزيداً من الشكوك حولها!!!

أما صوم رمضان فتدعي المخطوطة أن سبب تحديد بدايته ونهايته برؤية الهلال هو أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال لبحيرا أن العرب لا يعرفون الشهر ولا يدرون متى أوله أو متى آخره وهو طبعاً مخالف للتاريخ الذي يؤكد أن العرب كانوا يعرفون الشهور وأسمائها بدليل أنهم حددوا منها أشهر حرم لا يجوز فيها القتال (والغريب أن زكريا بطرس نفسه ذكر في حلقات أخرى أن رمضان كان معروفاً لدى العرب قبل الإسلام!!!). والمخطوطة تناقض نفسها حيث حدد فيها بحيرا مواعيد الصلاة للعرب بالساعات – كما رأينا – ولم يعترض الرسول – صلى الله عليه وسلم – بينما تدعي أنهم لم يكونوا على دراية بحساب الشهور!!

 

وقد أخطأ كاتب المخطوطة أيضاً عندما إدعى أن الراهب بحيرا راهب نسطوري ثم نجد أن العقيدة النصرانية التي يشرحها على لسان بحيرا ليست عقيدة نسطورية سواء في مفهوم التجسد أو التثليث.

 

هذا بجانب أخطاء أخرى كثيرة لا يتسع المجال لعرضها كلها.

ثم نأتي إلى مصدر آخر إستشهد به زكريا بطرس وهو رسالة ماجستير من جامعة برمنجهام للباحث “عبد الأحد شابو” الذي تعمد زكريا بطرس ومقدم برامجه عدم الإفصاح عن هويته حتى لا يفقد المرجع الثاني مصداقيته. والمفاجأة هي أن عبد الأحد شابو هو مطران الكنيسة السريانية الارثوذوكسية في السويد وسائر الدول الاسكندنافية وعضو المجمع المقدس للكنيسة السريانية الارثوذوكسية وقبل ذلك تولى إدارة معهد مار أفرام الكهنوتي بعد حصوله على الماجستير من قسم الدراسات اللاهوتية بجامعة برمنجهام وهي رسالة غير منشورة. وطبعاً زكريا بطرس أراد إخفاء تلك المعلومات – التي يعلمها بالتأكيد – حتى يوحي أنه باحث مسلم إعتماداً على إسمه، وهذا ليس بجديد على زكريا بطرس حيث أن معظم مراجعه إما لمستشرقين أو نصارى أو قساوسة أو ملحدين أو ماركسيين أو أعداء للإسلام ويتكلم منها كأنها مصادر إسلامية.

عبد الأحد شابو مطران الكنيسة السريانية الارثوذوكسية في السويد وسائر الدول الاسكندنافية

 

وما شاهدناه هو نموذج لكثير من مراجع زكريا بطرس التي تكون لمستشرقين أو نصارى أو قساوسة أو ملحدين أو ماركسيين أو أعداء للإسلام ويتكلم منها كأنها مصادر إسلامية. ومن أمثلة ذلك إستشهاده الدائم بدائرة المعارف الإسلامية مدعياً أنها مرجع إسلامي بالرغم أنها من تأليف مستشرقين ومنصرين وقساوسة. وكذلك إستشهاده بمن يُدعى “الشيخ” أبي موسى الحريري وكأنه شيخ الإسلام والحقيقة هي أنه قس لبناني ماروني يدعى جوزيف قذي ويكتب بإسم مستعار ويهاجم الإسلام في كتبه بالكذب والتدليس كعادتهم!!!

وقد أشار زكريا بطرس إلى دراسات عن وثيقة بحيرا ولم يذكر ما وصلت إليه هذه الدراسات من نتائج. ولذلك نقدم له إحدى هذه الدراسات وقد قامت بها دكتورة باربرا روجيما Barbara Roggema الباحثة في قسم الدراسات اللاهوتية بجامعة برمنجهام (نفس الجامعة التي حصل منها عبد الأحد شابو على الماجستير!!!) بعنوان “أسطورة سرجيوس بحيرا: دفاعيات وتنبؤات المسيحية الشرقية في الرد على الإسلام ” “The Legend of Sergius Bahira: Eastern Christian Apologetics and Apocalyptic in Response to Islam” حيث توضح أن قصة الراهب بحيرا وتلمذته للرسول – صلى الله عليه وسلم – ما هي إلا قصص من تأليف النصارى للرد على الإسلام وأصوله.

يبقى أن نلفت النظر إلى نقطة هامة وهي الإستشهاد بالمخطوطات في إثبات الدين: فالنصرانية تعتمد على المخطوطات بصفة رئيسية فيما يتعلق بنصوص الكتاب المقدس، والنصارى يهللون كلما ظهرت قصاصة من مخطوطة بها نص مشابه للنصوص الحالية للكتاب المقدس. بينما إذا عُثر على مخطوطة تخالف الكتاب المقدس وتثبت تحريفه يسارع النصارى برفضها بدون أي مبرر علمي مثل مخطوطة إنجيل يهوذا والمخطوطات التي أدت للخلاف حول نهاية إنجيل مرقس الذي يؤكد الكثير من علماء النصرانية – مثل متى المسكين – أنه محرّف ويجب حذفه. هذا التناقض يثبت أنه لا يمكن الإعتماد على المخطوطات لإثبات صحة أو عدم تحريف الكتاب المقدس.

بينما نجد أن القرآن الكريم الذي تكفل الله بحفظه قد حفظه الله في الصدور وبالتواتر. ولو فرضنا جدلاً ضياع جميع المصاحف من على وجه الأرض، فسيكون القرآن الكريم محفوظاً كما أنزله الله تماماً وسيكون الحصول عليه شيئاً يسيراً من قلوب آلاف الحفّاظ. بينما لو ضاعت جميع نسخ الكتاب المقدس، فلن يتم أبداً الحصول على أي نسخة مشابهة لأنه لم ولن يستطيع أحد أن يحفظه ولو حتى باباواتهم.

{ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }

خلاصة ما سبق هو أن النصارى على مر التاريخ تفننوا في الهجوم على الإسلام وأت الكذب والتدليس وسيلتهم دائماً وأنه دائماً يوجد أشخاص مثل زكريا بطرس مستعدون لفعل أي شيء لتشويه هذا الدين. ولكنهم لم ولن ينجحوا أبداً وتكون نهايتهم مزبلة التاريخ دائماً…

{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ }

 

أخيراً…

كلما إكتشفنا أن الكذب هو وسيلة أعداء الإسلام الوحيدة لهجومهم عليه،

كلما إزداد يقينناً أنه الحق

 

إقرأ أيضاً

أين مخطوطة الراهب بحيرا يا زكريا بطرس؟

ملف فضائح زكريا بطرس

البابا شنودة يكذب على الشيخ الشعراوي

من أكاذيب القساوسة: القرآن الكريم يذكر أن المسيح عليه السلام يعلم الساعة

من أكاذيب القساوسة: حديث “ينزل فيكم عيسى بن مريم ديانا للعالمين”

دائرة المعارف الاسلامية: مرجع اسلامي ام مرجع ضد الاسلام؟

تحريف الكتاب المقدس

 

أضف تعليق